68

Shucara Nasraniyya

شعراء النصرانية

Publisher

مطبعة الآباء المرسلين اليسوعيين، بيروت

Publication Year

1890 م

هذا ما استحسنا جمعه من قصائد امرئ القيس. وله عدة معان جرت مجرى الأمثال ورواها الميداني والضبي وغيرهما من مؤلفي كتب الأمثال فمن ذلك قولهم: (الأمر سلكى وليس بمخلوجة) يضربونه في استقامة الأمر ونفي ضدها. والسلكى الطعنة المستقيمة والمخلوجة المعوجة ومن اللخمج وهو الجذب. وأتت الأمر على تقدير الجمع أو على تقدير مثل سلكى وقيل السلكى الأمر المستقيم كما قالوا: الجلى للأمر العظيم. وأصل هذا المثل من قول امرئ القيس: نطعنهم سلكى ومخلوجة أي طعنة مستقيمة وهي التي تقابل المطعون فتكون أسلك فيه.

ومنها قولهم: (حسبك من غنى شبع وري) أي اقنع بما يشبعك ويرويك وجد بما فضل. وهو لامرئ القيس يذكر معزى كانت له فقال من أبيات له مرت في ترجمته:

إذا ما لم تكن إبل فمعزى ... كان قرون جلتها العصي

فتملأ بيتنا اقطا وسمنا ... وحسبك من غنى شبع وري

ومنها قولهم: (دع عنك نهبا صيح في حجراته) النهب المنهوب وكذل النهبى. والحجرات النواحي. يضرب لمن ذهب من ماله شيء ثم ذهب بعده ما هو أجل منه. وهاذ من بيت لامرئ القيس قاله حين نزل على خالد بن سدوس بن أصمع النبهاني فأغار عليه باعث بن حويص وذهب بإبله فقال له جاره خالد: أعطني صنائعك ورواحلك حتى أطلب عليها مالك. ففعل فانطوى عليها. ويقال بل لحق القوم فقال لهم: أغرتم على جاري يا بني جديلة فقالوا: والله ما هو لك بجار. قال: بلى ما هذه الإبل التي معكم إلا كالرواحل التي تحتي. قالوا: أكذلك. فأنزلوه وذهبوا بها فقال امرؤ القيس فيما هجاه به:

ع عنك نهبا صيح في حجراته ... ولكن حديثا ما حديث الرواحل

يقول دع عنك النهب الذي انتهبه باعث ولكن حدثني حديثا عن الرواحل التي ذهبت أنت بها ما فعلت. ثم قال في هجائه:

أعجبني مشي الحزقة خالد ... كمشي أتان حلئت بالمناهل

ومنها قولهم: (رضيت من الغنيمة بالإياب) أول من قاله امرؤ القيس في بيت له وهو:

Page 68