185

Al-Shīʿa waʾl-Sunna

الشيعة والسنة

Publisher

إدارة ترجمان السنة

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٣٩٦ هـ - ١٩٧٩ م

Publisher Location

لاهور - باكستان

Genres

هذا لهذا لقول جماعة من أصحاب أبي جعفر وتركوا القول بإمامة جعفر ﵇" (١).
وهناك ضرورة أخرى للقول بالتقية وهو أنه صدر من أئمتهم مدحًا لأصحاب رسول الله والاعتراف بفضلهم وسبقهم إلى الخيرات حسب شهادة القرآن، والإقرار بخلافتهم وإمامتهم. وإعلان البيعة لهم عن علي وأهل بيت النبي، وتزويجهم إياهم بناتهم، وإقامة العلاقات الطيبة الوثيقة معهم، وتبرئتهم عن الشيعة وذمهم، وبيان فسادهم، فتحيروا وحاروا في هذا إذ لا يقوم مذهبهم إلا بالتبرئة عن أصحاب محمد والعداء الشديد لهم ولمن والاهم، وبادعاء ولائهم لأهل البيت، وإظهارهم الإخلاص لهم، فلما رأوا هذا المأزق لم يجدوا المخلص منه إلا القول: إن الأئمة ما قالوا هذا إلا تقية وكانوا مع ذلك يبطنون خلاف ما يظهرون ويقولون.
مدح الصحابة
١ـ فهذا علي بن أبي طالب ﵁ أمير المؤمنين وخليفة المسلمين الراشد الرابع، والإمام الأول عندهم. يمدح أصحاب رسول الله بقوله: لقد رأيت أصحاب محمد فما أرى أحدًا يشبههم منكم، لقد كانوا يصبحون شعثًا غبرًا،

(١) "فرق الشيعة" للنوبختي ص٨٥، ٨٦، ٨٧ ط النجف

1 / 188