165

Al-Shīʿa waʾl-Sunna

الشيعة والسنة

Publisher

إدارة ترجمان السنة

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٣٩٦ هـ - ١٩٧٩ م

Publisher Location

لاهور - باكستان

Genres

لم تحرم ما أحل الله لك﴾ (١).
فكيف للباقر أن يجعل الحرام حلالًا والحلال حرامًا وهم لم يعطوا للباقر وحده أن يحلل حرامًا ويحرم حلالًا بل كل الأئمة حسب زعمهم يملكون تحليل ما حرمه الله وتحريم ما أحله الله.
فهذا هو محدثهم الكبير أبو عمرو محمد الكشي يذكر في كتابه عن حمدويه قال حدثنا محمد بن الحسين عن الحكم بن مسكين الثقفي قال حدثني أبو حمزة معقل العجلي عن عبد الله بن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبد الله (جعفر): والله لو فلقت رمانة بنصفين فقلت: هذا حلال وهذا حرام، نشدت إن الذي قلت حلال حلال، وأن الذي قلت حرام فحرام (فهل أنكر على ذلك أبو عبد الله ورد عليه؟ كلا بل) فقال: رحمك الله، رحمك الله" (٢).
فهذا هو معتقدهم الذي يمدحون عليه، ولأجل ذلك قال الجعفر: ما أحد أدّى إلينا ما افترض الله فينا إلا عبد الله بن يعفور" (٣).
وهكذا كانوا يأمرون الناس أن يجعلوهم آلهة يعبدون، فيحللون ويحرمون، وقد صرح بذلك الإمام التاسع لهم - محمد بن علي بن موسى حينما سئل عن اختلاف الشيعة فقال: أن الأئمة هم يحلون ما يشاؤون ويحرمون ما يشاؤون - فهل يستبعد من يعتقد مثل هذا أنه لا يكذب في الأمور الأخرى، فمن لا يؤمن عليه

(١) سورة التحريم الآية١
(٢) رجال الكشي ص٢١٥ ط كربلاء العراق
(٣) رجال الكشي رواية أبي محمد الشامي ص٢١٥

1 / 168