الوسائل المساعدة على قيام الليل
السؤال
وهذا سائلٌ يسأل عن الوسائل المساعدة على قيام الليل يقول إنه حاول لكنه لم يتمكن!
الجواب
والله يا أخي! لا أقول: (فاقد الشيء لا يعطيه) لكن الله يرحم الحال! لكن هنا سؤال لمن يسأل عن هذا الأمر: هل يشعل النار بعد صلاة العشاء ويقطع الصدر، ويشوي، ويلاحِظ هل أنه استوى من هنا أو من هنا؟ يعني: أن الذي يريد أن يقوم الليل عليه أن ينام مبكرًا، ويستعد لقيام الليل، تجد الواحد من السهولة عليه أن يجلس ساعة وساعتين يحدث فلانًا وفلانًا، والله يا إخواني نتحدث عن عيوب أنفسنا، وإذا جاءت ساعة يريد أن يصلي فيها ركعتين، أو يوتر قبل بزوغ الفجر، أخذ يتقلب ستين قلبة على فراشه القطيفة، ما طلع ليصلي، وما قام ليصلي، مصيبة والله! ولو نام مبكرًا متوضئًا طاهرًا استعان بالله جل وعلا، لكن أصبح السهر بعد العشاء مصيبة لا يمكن أن ننفك عنها أبدًا، حتى أن البعض لو أراد أن ينفك ما تركه الناس، يُعَلَّقُ هذا البوري قليلًا، مرتين وثلاث فتبلغ هذه الضربة نشوة في نفسه فينزل فورًا ناسيًا ما أراد وما خطط أن يفعله.
فالذي يريد أن يقوم الليل -لا شك- الذي أراد أن يقوم من باب أولى أن يكون حريصًا على صلاة الفجر مع الجماعة، وهذا أمرٌ مفروغ منه، لكن أقول: إذا نام مبكرًا فإنه سيحصل خيرًا إن شاء الله، وعليه أن يهيئ الجهاز المنبه وأن يستعين ببعض العبادات إذا عجز عنها، وأن يتعاون مع بعض إخوانه، يعني: إذا لم يحب أن يصوم وحده ويصعب عليه فحوله أربعة أو خمسة من الجيران والشباب: يقول لهم: ما رأيكم أن نصوم الإثنين القادم؟ اتفقنا، استعنا بالله.
فاجتماعكم على هذه العبادة لا يُعَد رياءً ولا يُعَد بدعة، أعان بعضكم بعضًا على عبادة مشروعة، كذلك قيام الليل، إذا أردت قيام الليل وتريد من يعينك على هذا ابحث عن أقرب أحبابك وإخوانك في الله، فتتعاون أنت وإياه على ذلك، إذا جاء قبل الفجر بساعة؛ كلٌّ نزل والتقيتم بالمسجد المجاور أو في مكان أحدكم، وصليتم لله جل وعلا ما قُسِم لكم، هذا فيه خير عظيم.
4 / 18