وكلما ألح علي الأرق تساءلت: أأنا جاد حقا؟! •••
وفي زيارة لجلال أقدمت على خطوة جديدة وهامة، بعد تردد معذب طويل كنا نطرق باب الشتاء، وقد أمطرت السماء مطرة خفيفة واحدة قلت لجلال: فليسامحك الله على ما فعلت بي.
فضحك قائلا: لا تخجل تواضعي!
فرمقته بتحد وقلت: أريد أن أطلع على يومياتك.
فرفع منكبيه استهانة وقال: أكثرها لا يختلف عن يومياتك التي لم تدون، الأفضل أن تسجل ذكرياتك! - ألم تقل إن التذكر وهم؟ - ولكن الوهم ينقشع بتربية الإرادة. - ولم تضن بها؟ - لدي أسباب، وقد أطلعك عليها في ظروف أخرى.
لم ألح عليه أكثر. وركزت على النية التي أنتويها. قلت: يخيل إلي أنني راغب في دخول تجربتك!
فثقبني بنظرة جامعة بين الحذر واللهفة ثم تمتم: حقا؟
فقلت مبادرا: أنا لا أكذب أبدا.
وسرعان ما تذكرت حديثه عن الكذب والخوف فقهقهت على رغمي وقلت كالمعتذر: في الأقل فيما يتعلق بهذه الرغبة!
لم تغض نظرة الحذر من عينيه فتساءلت: لم تشك في؟
Unknown page