Shaytan Bantaur
شيطان بنتاءور: أو لبد لقمان وهدهد سليمان
Genres
قال: دين المصريين القدماء.
قال: عجبا! أفي مصر بقية من القوم؟
قال: ليس للظالم دين يا ابن العاص، والرومان قوم ظالمون، دخلوا هذه البلاد فأفسدوا فيها، وهدموا ما بنى أصحاب المسيح عليه السلام بزهدهم وتجردهم وتسمحهم، من بنيان للنصرانية متين، وركن للمسيحية مكين؛ وغادروا مصر لا تخلو من عاكف في خاصة سريرته على دين آبائه وأجداده، وأنا من هذا الفريق.
قال: الآن أنهاك عن عبادة الأصنام، وآمرك بالدخول في الإسلام، فإما أن تقبل، وإما أن تقتل!
قال: القتل أحب إلي يا ابن العاص، ولكن لي كلمة أقولها وأرجو أن تسمع لي.
قال: هات.
قال: على التمسك بالدين قامت دولتنا القرون الطوال، ومن شدة التمسك به أدركها الزوال، فذهبت من أجل «هرر»، وأمست إحدى العبر، ولا أكره أنا أيضا أن أذهب على الأثر.
قال الهدهد: فلم أدر بالأستاذ إلا وقد عاد سيرته الأولى، فإذا هو نسر يطير بين أعين القوم، وهم من أمره في أعظم الدهش، فلحقت به؛ وما زلنا ننفذ الأفق حتى هبطنا ناحية من الفسطاط، فتمثلنا كما كنا قسيسين من الأقباط، وهناك التفت إلي وقال: كيف وجدتني وصاحبك؟
قلت: ألان لك وجه الأمر وخاشن آخره.
قال: بالحق ألان، وبالحق خاشن؛ لأن مقاومة الوثنية فرض على نصراء العقل وحماة الحقيقة، وقد تكفل بها الإسلام لسائر الملل.
Unknown page