قالت سالمة: «وما هو؟»
قال: «لما سألتني عن اسمي وعلمت أنه رودريك رأيت في وجهك أثر البغتة، فهل كان ذلك بسبب اسمي أم لسبب آخر؟»
فتظاهرت سالمة بعدم الاكتراث وقالت: «لا أذكر أني بغت لشيء من هذا القبيل.»
فصدق وسكت.
أما هي فلبثت ساكتة تنتظر جوابه على سؤالها عن حكايته فرأته يلتفت نحو النافذة كأنه يرقب حركة أو يتوقع قادما، فالتفتت هي فلم تر غير الجند وهم لا يزالون في اهتمامهم بالحزم والربط والاستعداد للرحيل فحولت بصرها إلى رودريك فرأته يهم بالجواب وهو يتردد فقالت: «يظهر أنك تحاذر شيئا.»
قال: «كلا يا مولاتي ولكنني أخشى أن يدهمني الوقت وأدعى إلى السفر قبل الفراغ من حكايتي؛ لأنها طويلة.»
قالت: «قل لي باختصار إذن، هل تعرف اللغة العربية؟»
قال: «كلا.»
فتوهمت سالمة أنها أخطأت الفراسة فيه؛ لأنها كانت قد توسمت من ملامحه أنه عربي فقالت: «هل تتكلم لغة غير الإفرنجية؟»
قال: «أعرف اللغة البلغارية، وهي لغة حداثتي.»
Unknown page