الواحدة بأربعة شلنات الليلة، أفاهم؟
أرنو :
نعم يا سيدي. (يدخل من الغرفة الأخرى شاب ومعه سيدة وهي سمراء كالإسبانية، وهو وسيم باهت اللون حليق بسام وعينه نصف مغمضة، وهو أحد الذين أفقدتهم تربيتهم وسيرتهم كل شيء إلا القوة على إخفاء عواطفهم، يتكلم بصوت فاتر.)
ذو الصوت الفاتر :
ضجة فظيعة تلك التي يحدثونها هناك يا مستر فارلي؛ ذلك الرجل الذي ينفخ في البوق! ...
المدير (بصوت متحبب) :
إنه جادسدون هنت يا سيدي اللورد، يتعشون عندنا دائما ليلة الدربي. هذا ركن هادئ يا سيدي اللورد. أرنو؟! ... (أرنو يسرع إلى المائدة ويقف بين الحاجز والنخيلة، يجلس الاثنان، ويطمئن المدير فيسرع في خفة ويتركهما ...
تظهر في الممر سيدة في ثوب أسود ومعطف مفتوح مترددة في الدخول، تتقدم إلى الباب هي كلير!) ...
أرنو (مشيرا إلى المائدة الأخرى وهو يسرع بالأطباق) :
مائدة حسنة يا سيدتي. (تتقدم كلير إلى طرف المائدة، ولما كان أرنو دقيق الملاحظة لزبائنه؛ فهو يلمح بسرعة وجهها الشاحب، وشعرها الذي لا مبالغة في تسويته، والظلال المرتسمة تحت جفنيها، وأنه لا دهان ولا زينة على وجهها، وأن شفتيها غير مصبوغتين، وأنه ليس لها حلية واحدة، ويلاحظ أيضا ثوبها الأسود الجميل التفصيل، وذراعيها الناصعتين، وجيدها الأتلع، وثلاث زهرات على صدرها - يدنو منها فترفع عينيها وفيها نظرة تائه يلتمس الهداية.)
Unknown page