Sharica
الشريعة
Investigator
الدكتور عبد الله بن عمر بن سليمان الدميجي
Publisher
دار الوطن
Edition Number
الثانية
Publication Year
1420 هـ - 1999 م
Publisher Location
الرياض / السعودية
197 - وحدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار ، قال : حدثنا أبو | يعقوب إسحاق بن إبراهيم الصفار ، قال : حدثني محمد بن عبد الملك | المصيصي - أبو عبد الله - قال : كنا عند سفيان بن عيينة في سنة سبعين ومائة ، | فسأله رجل عن الإيمان فقال : ' قول وعمل ' قال : يزيد وينقص ؟ قال : ' يزيد ما | شاء الله ، وينقص حتى لا يبقى شيء منه مثل هذه ' - وأشار سفيان بيده - | قال الرجل : كيف نصنع بقوم عندنا يزعمون أن الإيمان قول بلا عمل ؟ ! قال | | سفيان : ' كان يقول قولهم قبل أن تنزل أحكام الإيمان وحدوده ، ثم إن | الله تعالى بعث محمدا [ $ ] إلى الناس كافة أن يقولوا : لا إله إلا الله ، وأنه | رسول الله فإذا قالوها عصموا بها دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على | الله تعالى ، فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم ، أمره أن يأمرهم بالصلاة ، | فأمرهم ففعلوا ، فوالله لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول ، فلما علم الله | صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأمره بالهجرة إلى المدينة ، فأمرهم ففعلوا ، | فوالله لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول ولا صلاتهم ، فلما علم الله صدق ذلك | من قلوبهم ، أمره أن يأمرهم بالرجوع إلى مكة فيقاتلوا آبائهم وأبناءهم | حتى يقولوا كقولهم ، ويصلوا صلاتهم ، ويهاجروا هجرتهم ، فأمرهم ففعلوا | حتى أتى أحدهم برأس أبيه فقال / : يا رسول الله هذا رأس الشيخ | | الكافر ، والله لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول ولا صلاتهم ولا | هجرتهم ولا قتالهم ، فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأمرهم | بالطواف بالبيت تعبدا ، وأن يحلقوا رءوسهم تذللا ، ففعلوا ، والله / لو لم | يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول ولا صلاتهم ولا هجرتهم ولا قتلهم آباءهم ، فلما | علم الله صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأخذ من أموالهم صدقة تطهرهم ، | فأمرهم ففعلوا ، حتى أتوا بها قليلها وكثيرها ، والله لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار | الأول ولا صلاتهم ولا مهاجرتهم ولا قتلهم آباءهم ولا طوافهم ، فلما علم الله | الصدق في قلوبهم فيما تتابع عليهم من شرائع الإيمان وحدوده ، قال الله | له : قل لهم : ^ ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت | لكم الإسلام دينا ) ^ .
قال سفيان : فمن ترك خلة من خلال الإيمان جاحدا كان بها عندنا | كافرا ، ومن تركها كسلا أو تهاونا أدبناه ، وكان بها عندنا ناقصا ، هكذا | السنة ، أبلغها عني من سألك من الناس ' . / | |
Page 559