Sharh Umdat al-Ahkam by Ibn Jibreen
شرح عمدة الأحكام لابن جبرين
Genres
الإطالة في الصلاة
المشروع في الصلاة: القراءة بخشوع، وبتأمل، وبتعقل وبتدبر، وليس العجلة، كما أنه يشرع إطالة القراءة فيها بحسب ما يتحمله الناس، وقد تقدم لنا أنه ﷺ حث معاذًا على أن يخفف، وقال: (أفتان أنت يا معاذ) وقال: (أيكم أم الناس فليخفف، فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف وذا الحاجة) .
ولكن التخفيف الذي أراده التخفيف النسبي.
أي: بالنسبة إلى قراءة معاذ وما أشبهها، ولأجل ذلك كان ﷺ يطيل، فإطالته بالنسبة إلى قراءة أئمة زماننا تعتبر إطالة، وتعتبر أن في قراءتهم اختصارًا زائدًا.
كذلك أيضًا: تعتبر صلاته تخفيفًا بالنسبة إلى صلاة المطولين كثيرًا.
وعندنا مثال في هذا الحديث الذي سمعنا: (أنه ﷺ قرأ في صلاة المغرب بسورة الطور)، وسورة الطور من طوال المفصل، والمفصل يبدأ من سورة (ق) .
أي: فهي الثالثة من سوره، وهي من طوال المفصل.
ولنفرض أنه قرأها في الركعتين، أي: قسمها، مع أن الغالب أنه كان يقرأ في كل ركعة سورة كاملة، وكان أحيانًا يقرأ في الركعة سورتين يقرن بينهما، ويقرأ سورة ثم يقرأ سورة أخرى في ركعة واحدة من المفصل، وربما من غير المفصل، كما قرأ سورة الواقعة والدخان في ركعة، وسورة الذاريات والقلم في ركعة، يعني: من صلاة الصبح.
15 / 10