182

Sharh Talqin

شرح التلقين

Investigator

سماحة الشيخ محمَّد المختار السّلامي

Publisher

دار الغرب الإِسلامي

Edition Number

الأولى

Publication Year

1429 AH

Publisher Location

بيروت

والجواب عن السؤال الثالث: أن يقال: أما اللمس بمجرده فلا ينقض الوضوء عندنا، وأما الشافعي فإنه ينقضه عنده مجرد اللمس دون حائل وإن لم يلتذ، تمسكًا منه بعموم قوله تعالى: ﴿أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ﴾ (١). ولم يشترط اللذة. وأما نحن فإنا (٢) اعتبرنا اللذة لقول عائشة ﵂: افتقدت النبي ﷺ في الفراش فقمت أطلبه فوقعت يدي على أخمص قدمه فلما فرغ من صلاته قال: أتاك شيطانك (٣). ولم تذكر أن صلاته انتقضت بمجرد لمسها. فوجب تخصيص الآية بذلك وحملها على اللمس للذة. فإن قيل: فإن الشافعي ذهب في أحد (٤) قوليه إلى أن الملموس لا تنتقض طهارته وإنما تنتقض طهارة اللامس، خاصة. والشعبي ﷺ ها هنا ملموس فلا حجة به عليه. قيل قد روت أيضًا: أنها كانت تنام بين يدي النبي ﷺ -وهو يصلي. فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي (٥). ولم يذكر أن صلاته انتقضت وهو ﵇ ها هنا لامس. فإن قيل هذا مخصوص للنبي ﷺ لأنكم قلتم أن اللمس إنما ينقض الوضوء على الجملة لكونه سببًا في اللذة. والنبي ﷺ أملك لإربه منا. كما قيل في قُبلته (٦) وهو صائم (٧). قيل ظاهر أفعاله التعدي عند جمهور أهل الأصول. فمن قصرها فعليه

(١) سورة النساء، الآية: ٤٣. (٢) فقد -و-ق-. (٣) عن عائشة ﵂ قالت: فقدت رسول الله ﷺ ذات ليلة فالتمسته بيدي. فوقعت يدي على قدميه وهما منصوبتان -وهو ساجد- الحديث. البيهقي ج ١ ص ١٢٧ وقيل الأوطار ج ١ ص ٢٤٦. قال صاحب المنتقى رواه مسلم والترمذي وصححه. (٤) آخر -ح-ق-. (٥) عن عائشة زوج النبي ﷺ أنها قالت: كنت أنام بين يدي رسول الله ﷺ ورجلاي في قبلته فإذا سجد غمزني فقبضت رجلاي -فإذا قام بسطتهما والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح. الفتح ج ٢ ص ٣٨، وأخرجه مسلم وأبو داود والنسائي ومالك وأحمد. (٦) القبلة -و-. (٧) عن عائشة ﵂: كان النبي ﷺ يقبل ويباشر وهو صائم وكان أملككم لإربه. الفتح ج ٥ ص ٥٢/ ٥٣.

1 / 187