Sharḥ Ṭalʿat al-Shams ʿalā al-Alfiyya
شرح طلعة الشمس على الألفية
Genres
ومنها: إذا، وهي عند البصريين موضوعة للظرف، وتضاف إلى جملة فعلية في معنى الاستقبال، وقد تستعمل لمجرد الظرفية من غير اعتبار شرط وتعليق، كقوله تعالى: { والليل إذا يغشى } (الليل: 1)، أي: وقت غشيانه، على أنه بدل من الليل، وتستعمل أيضا للشرط، بلا سقوط معنى الظرف، مثل: إذا خرجت خرجت، أي أخرج وقت خروجك تعليقا لخروجك بخروجه بمنزلة تعليق الجزاء بالشرط، ولا يلزم الجمع بين الحقيقة والمجاز؛ لأنها لم تستعمل إلا في معنى الظرف، لكنها تضمنت معنى الشرط باعتبار إفادة الكلام تقييد حصول مضمون جملة بمضمون جملة أخرى، بمنزلة المبتدأ المتضمن معنى الشرط، مثل: الذي يأتيني فله كذا، ولم يلزم من ذلك استعمال اللفظ في غير ما وضع له أصلا، أما الكوفيون فإنها معهم مشتركة لفظا بين الظرفية والشرطية، فإنها تستعمل عندهم في الظرفية فقط، كقوله:
وإذا تكون كريهة ادعى لها ... وإذا يحاس الحيس يدعى جندب
وتستعمل في الشرط فقط، كقوله:
واستغن ما أغناك ربك بالغنى ... وإذا تصبك خصاصة فتحمل
وكلا الإستعمالين عندهم حقيقة، والذي جريت عليه في النظم هو مذهب البصريين، والله أعلم.
#خاتمة
نذكر فيها معنى كيف وغير لتوقف بعض المسائل عليهما، قال:
وكيف للسؤال عن حال فإن ... أمكن والإلغاء إن لم يمكنن
Page 250