Sharḥ Ṭalʿat al-Shams ʿalā al-Alfiyya
شرح طلعة الشمس على الألفية
Genres
لفظ: "مع" موضوع للمقارنة، سواء وصف به ما قبله أو ما بعده، ويستعمل مجازا بمعنى بعد، كما في قوله تعالى: { فإن مع العسر يسرا } (الشرح: 5)، و"قبل": للتقدم، فتدل بوضعها على سبق ما وصف بها في المعنى، و"بعد": بعكس قبل، فهي موضوعة للتأخر، فتدل بوضعها على تأخر ما هي له وصف في المعنى، فقول القائل: أنت طالق واحدة مع اثنتين، أو قبلها اثنتين؛ يوجب الثلاث التطليقات سواء كانت مدخولا بها أو غير مدخول بها؛ لأن قوله: أنت طالق واحدة مع اثنتين أو قبلها اثنتان بمنزلة قوله: أنت طالق ثلاثا، أما إذا قال لها: أنت طالق واحدة قبل واحدة، أو قبل اثنتين؛ فإنها لا تطلق إلا واحدة إذا كانت غير مدخول بها، وذلك لأن القبلية قائمة بالواحدة السابقة؛ لأن فاعل الضمير عائد إليها، فلم يبق محل للآخر، وإلى هذا أشار المصنف بقوله: "كذاك قبلها"، أي: كذاك تطلق ثلاثا مطلقا إن قال لها: أنت طالق واحدة قبلها اثنتان، أما قوله: "وأما بعد" إلى آخره، فمعناه: أنه إذا قال لها: أنت طالق واحدة بعدها اثنتان وهي غير موطوءة، أي غير مدخول بها، فلا تطلق إلا واحدة، فإن كانت مدخولا بها طلقت ثلاثا، ولو قال لها: أنت طالق واحدة بعد اثنتين طلقت ثلاثا مطلقا، كانت مدخولا بها أو غير مدخول بها، فالحكم في بعد عكس الحكم في قبل.
ومعنى قوله: "وعند للحضرة" إلى آخره، أن لفظ: "عند" موضوع للحضور حقيقة، نحو: عندي دراهم، أو حكما نحو: { إن الدين عند الله الإسلام } (آل عمرن: 19)، لأن المعنى: إن الدين في حكم الله الإسلام، فقول المقر: عندي ألف درهم لهذا الجندي، إنما يدل على نفس حظورها معه، فيحمل الإقرار على الوديعة دون الدين، سواء وصله بلفظ: وديعة أو لم يصله به، أما إذا قال: عندي له ألف درهم دينا، فإنه يحمل على الدين؛ لأنه يحتمله في الجملة، والله أعلم.
# كلمات الشرط
للشرط إن ولو ولولا ولأن ... مستقبل ولو لماض قد زكن
واللام في جوابها لا الفاء ... ومثل لولا المنع الاستثناء
وعم قيد أين للمكان ... كذا متى يعم للزمان
فطالق أين تشائي أو متى ... فمطلقا طلاقها قد ثبتا
إن شاءت الطلاق في مجلسه ... أو بعده ولومه لنفسه
إذا الظرف وأتت ممتزجة ... بالشرط لا خالصة ومخرجة
Page 247