158

Sharh Talcat Shams

شرح طلعة الشمس على الألفية

Genres

وسادسها: أنه يكون في مرجع النعت، وذلك أن يذكر اسمان مثلا ثم يؤتى من بعدهما بنعت يصلح أن يكون الفاضل نعتا لغلام، وأن يكون نعتا لزيد، ومثل بعضهم للمقام بقولهم زيد طبيب ماهر، إذ يحتمل أن يكون ماهرا مطلقا، أي في صناعة الطب وغيره، ويحتمل أن يكون ماهرا في الطب خاصة، قال صاحب المنهاج وفيه نظر؛ أي لأن هذا المثال ليس إجماله من جهة مرجع النعت، وإنما هو من جهة احتمال المقدر المحذوف فيصح أن يكون مثالا لإجمال الصفة الآتي ذكره قريبا.

وسابعها: أن يكون في مخصص مجهول أي يكون الإجمال بسبب جهالة المخصص فمثاله في الاستثناء نحو قوله تعالى: { أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم }، فما يتلى علينا بالمراد منه، ولذا بين بقوله تعالى: { حرمت عليكم الميتة }، إلى آخر الآية فذلك المجمل بين بهذه الآية، ومثاله في الشرط نحو أكرم كل واحد من تميم إن دخل الدار حيث لا عهد فالدار مجهولة وبسبب جهلها الإجمال.

وثامنها: أنه يكون في الصفة المجهولة نحو والمحصنات من النساء فالمحصنة صفة شاملة لذوات الأزواج من النساء، وتزويج ذوات الأزواج حرام كن مملوكات أو غير مملوكات، وفي الآية استثناء المملوكات بقوله تعالى: { إلا ما ملكت أيمانكم }، فبقي الإجمال في المحصنات اللواتي استثنى منهن تحليل المملوكات هذا تحرير هذا المثال، والظاهر أن الإجمال إنما هو في المستثنى لا في المستثنى منه، أو في حرف الاستثناء، ولذا اختلفوا في بيان معناه حتى أن الإمام الكدمي رضوان الله عليه، جعل إلا في الآية بمعنى الواو فيكون المعني معه وما ملكت أيمانكم؛ أي ذوات الأزواج حرام، وإن كن مما ملكت أيمانكم، وقال بعضهم أن المراد بما ملكت أيمانكم السبايا من نساء المشركين، يكون لهن السبي أزواج، فلا يمنع ذلك من استمتاع المسلمين بهن، أما بالتسري أو بالتزويج، ويحسن أن يمثل لهذا المعني بقولهم: طبيب ماهر؛ لأن ماهر صفة يحتمل أن يكون المراد بها الإطلاق؛ أي ماهر في كل شيء أو التقييد وهو كونه ماهرا في الطب، خاصة وقد يقال أنه لا إجمال فيه إذ الظاهر منه هذا التقييد بقرينة المقام وسياق الكلام.

Page 176