142

Sharḥ Riyāḍ al-Ṣāliḥīn

شرح رياض الصالحين

صلة الأرحام هدف للرسالة المحمدية
وفي حديث أبي سفيان في قصة هرقل أن هرقل سأله أشياء تدل على ذكاء هذا الملك الكافر، فمن ضمن أسئلته أنه قال: بماذا يأمركم؟ فقال: قلت: يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئًا، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة والصدقة والعفاف والصلة.
فـ أبو سفيان كان في ذلك الوقت كافرًا، وكان عدوًا للنبي ﷺ، بل من أشد أعداء النبي ﷺ، ومع ذلك يشهد للنبي ﷺ بأنه يأمرهم بالتوحيد، وينهاهم عن الشرك بالله، ويأمر بالصلاة، ويأمر بالصدق والعفاف والصلة.
فلما أخبر هرقل بذلك أخبره هرقل بأن النبي ﷺ سيملك موضع قدميه، وأنه لو استطاع أن يذهب إليه فيغسل عن قدميه لفعل.
فأحس أبو سفيان بالذل من ذلك اليوم، وبأن النبي ﷺ سينتصر يومًا من الأيام، فكان أن هداه الله ﷿ للإسلام بعد ذلك.

14 / 9