233

Sharḥ al-Risāla al-Nāṣiḥa biʾl-adilla al-wāḍiḥa

شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة

Genres

Qur’an

[إبطال قول الإمامية بالغيبة على الإمام مع صحة إمامته]

فأولها: دعواهم للغيبة على الإمام مع صحة إمامته، وحاجة الأمة إليه، ولزوم طاعته.

فنقول ولا قوة إلا بالله: الذي يدل على بطلان دعوى الإنكتام والغيبة مع شدة الحاجة إلى الإمام قول الله -سبحانه وتعالى- فيه خصوصا، وفي العلماء عموما: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}[فاطر:28] ، وقول الله تعالى: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون (159) إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا}[البقرة] ، وهذا غاية التهديد والذم، كما ترى، والأئمة من أخشى الناس لله -تعالى- والمعصية عند المخالف لا تجوز عليهم.

وعندنا فيما تعلق به الوعيد تسقط إمامتهم، والبيان لا يكون مع الإنكتام عند جميع العقلاء.

وعندنا أنه أريد لأمور شرعية لا يقوم بها سواه، وعندهم أنه منوط به مصالح الدين والدنيا، حتى لا يستغنى عنه في شيء من الأشياء، فالحاجة كما ترى إلى ظهوره واشتهاره على قولهم أقوى، ويؤدي إلى أن لا يجوز عليه الإنكتام طرفة عين، إذ ما به وقت إلا والحاجة إليه داعية لاستغراق الحوائج في الدين والدنيا بجميع الأوقات.

والحكيم - سبحانه - لا يخرجنا إلى أمر في ديننا إلا ويجعل لنا إليه سبيلا؛ ولأن الإقتداء بالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- واجب على الأئمة من ولده -عليه وآله السلام- خصوصا، ولم لا وقد قال تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره}[النور:63] !؟، والأمر يشمل القول والفعل، وذلك معنى الإقتداء.

وعلم وجوب اتباع منهاجه من دينه ضرورة، ولم يزل -صلى الله عليه وآله وسلم- شاهرا لنفسه، داعيا إلى ربه، بأحسن الموعظة، والدعاء من الإبتداء إلى الإنتهاء من لقاء ربه تعالى.

Page 272