192

Sharḥ al-Risāla al-Nāṣiḥa biʾl-adilla al-wāḍiḥa

شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة

Genres

Qur’an

فإذا ثبت بما بينا أنه لا يجوز عطف لفظ الجمع عليهم لاستحالة عطف الشيء على نفسه وكان المراد بعضهم أو غيرهم كان المراد بذلك أمير المؤمنين -عليه السلام- بلا خلاف.

يزيد ذلك وضوحا: أن الآية أفادت مخاطبا هو الله -سبحانه- ومخاطبا هم المؤمنون، ووليا هو الله ورسوله وأمير المؤمنين.

ألا ترى أن قوله تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله}[المائدة:55] ، يعلم بظاهره أن المخاطبين بذلك هم المؤمنون، وقد صرح بذكر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- مع ذكره تعالى...وقوله تعالى: {والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون(55)}[المائدة] ، فالواو للعطف والجمع؛ إذ هي موضوعة لهما ولا تنافي بينهما فالمراد الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- باللفظ الصريح وأمير المؤمنين -عليه السلام- بالذي بينا أولا، وسنزيد إنشاء الله.

ثانيا: أن المراد به أمير المؤمنين -عليه السلام- في ولاية أمير المؤمنين، فلو حمل على قول المخالف إن المراد بالمؤمنين آخرا ما أريد بالضمير في قوله: {وليكم}[المائدة:55]، لكان في التقدير كأنه تعالى قال إنما وليكم الله ورسوله وأنتم، ومثل ذلك لا يقع في كلامنا فضلا عن كلامه تعالى؛ لأنه في أعلى طبقات الفصاحة، وغاية مراتب البلاغة.

Page 230