Sharḥ Nahj al-Balāgha
شرح نهج البلاغة
Editor
محمد عبد الكريم النمري
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition
الأولى
Publication Year
1418 AH
Publisher Location
بيروت
وأول من صلى وصنو نبيه . . . وأول من أردى الغواة لدى بدر
أما معنى قوله : وما لابن ذكوان الصفوري ، فإن الوليد ، هو ابن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو ، واسمه ذكوان بن أمية بن عبد شمس . وقد ذكر جماعة من النسابين أن ذكوان كان مولى لأمية بن عبد شمس ، فتبناه وكناه أبا عمرو ، فبنوه موال وليسوا من بني أمية لصلبه . والصفوري : منسوب إلى صفورية ؛ قرية من قرى الروم .
قال إبراهيم بن هلال الثقفي : فعند ذلك دعا معاوية الضحاك بن قيس الفهري ، وقال له : سر حتى تمر بناحية الكوفة وترتفع عنها ما استطعت ، فمن وجدته من الأعراب في طاعة علي فأغر عليه ، وإن وجدت له مسلحة أو خيلا فأغر عليها وإذا أصبحت في بلدة فأمس في أخرى ، ولا تقيمن لخيل بلغك أنها قد سرحت إليك لتلقاها فتقاتلها . فسرحه فيما بين ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف .
فأقبل الضحاك ، فنهب الأموال وقتل من لقي من الأعراب ، حتى مر بالثعلبية فأغار على الحاج ، فأخذ أمتعتهم ، ثم أقبل فلقي عمرو بن عميس بن مسعود الهذلي ، وهو ابن أخي عبد الله ابن مسعود ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقتله في طريق الحاج عند القطقطانة . وقتل معه ناسا من أصحابه .
قال : فروى إبراهيم بن مبارك البجلي عن أبيه ، عن بكر بن عيسى ، عن أبي روق ، قال : حدثني أبي ، قال : سمعت عليا عليه السلام ، وقد خرج إلى الناس ، وهو يقول على المنبر : يا أهل الكوفة ، اخرجوا إلى العبد الصالح عمرو بن عميس ، وإلى جيوش لكم قد أصيب منهم طرف ، أخرجوا فقاتلوا عدوكم ، وامنعوا حريمكم إن كنتم فاعلين . فردوا عليه ردا ضعيفا ، ورأى منهم عجزا وفشلا فقال : والله لوددت أن لي بكل ثمانية منكم رجلا منهم ! ويحكم أخرجوا معي ، ثم فروا عني ما بدا لكم . فوالله ما أكره لقاء ربي على نيتي وبصيرتي ، وفي ذلك روح لي عظيم ، وفرج من مناجاتكم ومقاساتكم . ثم نزل .
فخرج يمشي حتى بلغ الغريين ، ثم دعا حجدر بن عدي الكندي ، فعقد له على أربعة آلاف .
وروى محمد بن يعقوب الكليني ، قال : استصرخ أمير المؤمنين عليه السلام الناس عقيب غارة الضحاك بن قيس الفهري على أطراف أعماله ، فتقاعدوا عنه ، فخطبهم فقال : ما عزت دعوة من دعاكم ، ولا استراح قلب من قاساكم . . . الفصل إلى آخره .
Page 70