198

Sharḥ Nahj al-Balāgha li-Muḥammad ʿAbduh

شرح نهج البلاغة لمحمد عبده

Edition Number

الأولى

Publication Year

1412 AH

[النص]

ألا يعرف قدره. وإن من أبغض الرجال إلى الله لعبدا وكله الله إلى نفسه.

جائرا عن قصد السبيل، سائرا بغير دليل. إن دعي إلى حرث الدنيا عمل، وإن دعي إلى حرث الآخرة كسل، كأن ما عمل له واجب عليه (1)، وكأن ما ونى فيه ساقط عنه (2) (منها) وذلك زمان لا ينجو فيه إلا كل مؤمن نومة (3) إن شهد لم يعرف وإن غاب لم يفتقد. أولئك مصابيح الهدى، وأعلام السرى (4).

ليسوا بالمساييح ولا المذاييع البذر أولئك يفتح الله لهم أبواب رحمته. ويكشف عنهم ضراء نقمته أيها الناس سيأتي عليكم زمان يكفأ فيه الاسلام كما يكفأ الإناء بما فيه. أيها الناس إن الله قد أعاذكم من أن يجور عليكم، ولم يعذكم من أن يبتليكم (5) وقد قال جل من قائل " إن في ذلك لآيات وإن كنا لمبتلين ". أما قوله عليه السلام (كل مؤمن نومة) فإنما أراد به الخامل الذكر القليل الشر. والمساييح جمع مسياح وهو الذي يسيح

[الشرح]

(1) ما عمل له هو حرث الدنيا (2) ونى فيه: تراخى فيه، وهو حرث الآخرة (3) نومة بضم ففتح كثير النوم، يريد به البعيد عن مشاركة الأشرار في شرورهم، فإذا رأوه لا يعرفونه منهم وإذا غاب لا يفتقدونه (4) السرى كالهدى السير في ليالي المشاكل.

وبقية الألفاظ يأتي شرحها بعد أسطر لصاحب الكتاب (5) ليتبين الصادق من

Page 198