180

Sharḥ Nahj al-Balāgha li-Muḥammad ʿAbduh

شرح نهج البلاغة لمحمد عبده

Edition Number

الأولى

Publication Year

1412 AH

[النص]

وما غشيته سدفة ليل (1) أو ذر عليه شارق نهار (2). وما اعتقبت عليه أطباق الدياجير (3) وسبحات النور. وأثر كل خطوة. وحس كل حركة ورجع كل كلمة. وتحريك كل شفة، ومستقر كل نسمة، ومثقال كل (ذرة)، وهماهم كل نفس هامة (4). وما عليها من ثمر شجرة (5)، أو ساقط ورقة أو قرارة نطفة (6) أو نقاعة دم ومضغة (7). أو ناشئة خلق وسلالة.

لم تلحقه في ذلك كلفة. ولا اعترضته في حفظ ما ابتدعه من خلقه عارضة (8). ولا اعتورته في تنفيذ الأمور وتدابير المخلوقين ملالة ولا فترة (9). بل نفذ فيهم علمه، وأحصاهم عده، ووسعهم عدله، وغمرهم فضله مع تقصيرهم عن كنه ما هو أهله.

اللهم أنت أهل الوصف الجميل والتعداد الكثير (10). إن تؤمل فخير مؤمل: وإن ترج فأكرم مرجو. اللهم وقد بسطت لي فيما لا أمدح به غيرك، ولا أثني به على أحد سواك، ولا أوجهه إلى معادن

[الشرح]

ونحوه (1) سدفة ظلمة (2) ذر طلع (3) اعتقبت تعاقبت: وتوالت. والأطباق الأغطية.

والدياجير الظلمات. وسبحات النور درجاته وأطواره (4) هماهم: هموم مجاز من الهمهمة ترديد الصوت في الصدر من الهم (5) عليها أي على الأرض (6) قرارتها مقرها (7) نقاعة عطف على نطفة. ونقاعة الدم ما ينقع منه في أجزاء البدن. والمضغة عطف على نقاعة أي يعلم مقر جميع ذلك (8) هي ما يعترض العامل فيمنعه عن عمله (9) اعتورته تداولته وتناولته (10) المبالغة في عد كمالاتك إلى ما لا ينتهي.

Page 180