والدليل على المذهب المختار، على ما ذكره المصنف وجهان:
الأول: أن الأمر بصلاة الظهر قيّد بجميع وقت الظهر، ولم يتعرض لتخصيصه بجزء من أجزاء ذلك الوقت، وليس في ذات الأجزاء ما يقتضي ترجيح بعض على غيره فكان الجميع في الوقتية سواء والتعيين للمكلف في إيقاع الفعل في أيها شاء.
فالتخيير بين الفعل والعزم في أوله، وتعيين أول الوقت أو آخره تحكم صرف.
ولقائل أن يقول: تعيين أول الوقت أو آخره جاز أن يسمى تحكمًا وأمّا إدخال العزم في البين بدلًا فوضع للشرع ابتداءً، وهو باطل لا يسمى تحكمًا.
وأن يقول: الوقت شرط للأداء لا محالة، وهو اسم لجميع الأجزاء لا محالة، والشرط مقدم على المشروط لا محالة، وذلك يقتضي أن يقع الأداء بعد الوقت تحقيقًا لتقدم الشرط، فما فرضناه أداءً كان [أو] قضاءً، وذلك خلف باطل.