Sharh Mukhtasar Al-Sarim Al-Maslul - Muhammad Hasan Abd Al-Ghaffar
شرح مختصر الصارم المسلول - محمد حسن عبد الغفار
Genres
حكم سب صحابة رسول الله وذكر أقسامه
وختام هذا الكتاب النافع كتاب (الصارم المسلول)، ومع حكم من سب صحابة رسول الله ﷺ: إنَّ الله جل في علاه كرم صحابة رسول الله ﷺ، وجعل لهم عنده مكانة وعظمة، فلذلك حرَّج أيما تحريج، وأغلظ أيما إغلاظ في النهي عن انتهاك حرمة صحابة رسول الله ﷺ، وقد قال ﷺ كما في الصحيح: (لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) وقد قال ذلك النبي ﷺ لأصحابه، فما بالكم بمن يأتي بعد أصحاب رسول الله ﷺ؟ وقال بعض العلماء: يوم من أيام معاوية كتب فيه الوحي أو رأى فيه وجه رسول الله ﷺ، خير من عمر بن عبد العزيز وأهل بيته أجمعين.
وقال أبو زرعة كلامًا في حق صحابة رسول الله ﷺ يكتب بماء الذهب بل بماء العين، وفيه نبراس للفرق بين الصف المؤمن والصف المنافق.
قال ﵀: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من أصحاب النبي -وأحدًا نكرة في سياق الشرط تفيد العموم، أي أحد صغيرًا أو كبيرًا- فاعلم أنه زنديق؛ لأن علامة الزندقة الولوغ في أعراض صحابة رسول الله ﷺ.
وذلك أن الرسول ﷺ حق، والقرآن حق وما جاء به حق، وإنما نقل إلينا ذلك كله صحابة رسول الله ﷺ، فقد نقلوا إلينا أحاديث النبي ﷺ والقرآن وأفعاله ﷺ، وهؤلاء يريدون أن يطعنوا في شهودنا ليبطلوا كتاب الله وسنة النبي ﷺ، وأن يجرحوا شهودنا، والجرح بهم أولى وهم زنادقة.
إذًا: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من صحابة رسول الله ﷺ فاعلم أنه زنديق، وأشهره بين الناس أنه على زندقة؛ لأنه تجرأ على عرض من أعراض أصحاب رسول الله ﷺ.
لا يجوز سب صحابة الرسول ﷺ لما بيَّن الله ورسوله من عدالتهم، والسب ينقسم إلى أقسام:
8 / 4