168

Sharh Minhaj Karama Li Hilli

شرح منهاج الكرامة في معرفة الإمامة

Edition Number

الأولى

Publication Year

1418 - 1997 م - 1376 ش

ثم مرض المتوكل فنذر إن عوفي تصدق بدراهم كثيرة، فسأل الفقهاء عن ذلك فلم يجد عندهم جوابا، فبعث إلى علي الهادي عليه السلام، فقال: تصدق بثلاثة وثمانين درهما. فسأله المتوكل عن السبب، فقال: لقوله تعالى: (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة)، وكانت المواطن هذه الجملة، فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم غزا سبعا وعشرين غزاة، وبعث ستا وخمسين سرية NoteV01P214N01.

<div>____________________

<div class="explanation"> العلم، وأن أهل المدينة خافوا عليه. فأكرمه المتوكل وأحسن جائزته وأجزل بره وأنزله معه سر من رأى " (1).

NoteV01P214N01 قال الخطيب البغدادي الحافظ: " أخبرني الأزهري، حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد المقرئ، حدثنا محمد بن يحيى النديم، حدثنا الحسين بن يحيى قال: اعتل المتوكل في أول خلافته فقال: لئن برئت لأتصدقن بدنانير كثيرة، فلما برئ جمع الفقهاء فسألهم عن ذلك، فاختلفوا، فبعث إلى علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر فسأله. فقال: يتصدق بثلاث وثمانين دينارا.

فعجب قوم من ذلك وتعصب قوم عليه، وقالوا: تسأله - يا أمير المؤمنين - من أين له هذا؟ فرد الرسول إليه فقال له: قل لأمير المؤمنين: في هذا الوفاء بالنذر، لأن الله تعالى قال (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة). فروى أهلنا جميعا أن المواطن في الوقائع والسرايا والغزوات كانت ثلاثة وثمانين موطنا، وأن يوم حنين كان الرابع والثمانين. وكلما زاد أمير المؤمنين من فضل الخير كان أنفع له، وأجر عليه في الدنيا والآخرة " (2).</div>

Page 214