Sharh Matn Abi Shuja - Muhammad Hassan Abdul Ghaffar
شرح متن أبي شجاع - محمد حسن عبد الغفار
Genres
فوائد الصلاة على النبي وحكمها
الصلاة على النبي ﷺ فيها فوائد كثيرة منها: إذا صليت عليه مرة صلى الله عليك بها عشرًا.
أيضًا: إذا أكثرت من الصلاة على النبي ﷺ تكفى همك ويغفر لك ذنبك.
قال: (صلى الله على سيدنا) هل يصح أن يسيد الإنسان النبي ﷺ في مصنفاته وكتاباته؟ نعم، ولم لا؟! فإن النبي ﷺ قد صح عنه أنه قال: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر) فالسيادة للنبي ﷺ ثابتة في الدنيا بهذا الحديث، وفي الآخرة في مقام الشفاعة عندما يذهبون إلى كل نبي ويقول: لست لها، فيأتي الناس إلى النبي ﷺ فيقول: (أنا لها أنا لها)، فتظهر سيادة النبي ﷺ في الآخرة.
وهل الصلاة على النبي ﷺ واجبة أم هي سنة؟
الجواب
واجبة، لقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب:٥٦]، فقال: صلوا، وهذا فعل أمر، والأصوليون يقولون: ظاهر الأمر الوجوب مالم تأت قرينة تصرفه من الوجوب إلى الاستحباب، وقد اتفق العلماء على وجوب الصلاة على النبي ﷺ، لكن اختلفوا في مواضع الوجوب، وهذا الخلاف مبني على مسألة أصولية وهي: هل الأمر الذي يدل على الوجوب يدل على التكرار أم لا بد من قرينة؟ فمن قال: يدل على التكرار قال: يجب على المسلم أن يكرر الصلاة على النبي ﷺ، وقيل: موضع الوجوب في الخمس الصلوات بعد التشهد الأخير، وهذا قول الشافعي وانفرد به عن الجمهور، فإنه يرى بطلان صلاة الذي لم يصل على النبي ﷺ في التشهد الأخير خلافًا للجمهور، وقول الشافعي هذا هو الأصح وهو الأحق، والقول الثالث: يجب مرة واحدة، والقول الرابع: يجب كلما ذكر النبي ﷺ، واستدلوا على ذلك بقول النبي ﷺ: (رغم أنف امرئ) إلى آخر الحديث، وأيضًا حديث: (البخيل من ذكرت عنده ولم يصل عليّ).
والراجح الصحيح: أنها تكفي مرة واحدة، لكن لو ذكر عنده النبي ﷺ ولم يصل عليه فهو من أبخل البخلاء، بل يكون عند ربه مذمومًا، لكنه لا يأثم إذا أتى بها مرة واحدة، أما الصلاة عليه في الصلوات فالراجح: الوجوب.
2 / 8