53

Sharh Masa'il Al-Jahiliyyah

شرح مسائل الجاهلية

Publisher

دار العاصمة للنشر والتوزيع الرياض

Edition Number

الطبعة الأولى ١٤٢١هـ

Publication Year

٢٠٠٥م

Genres

نتمسك بما عليه آباؤنا، ولا نطيع هذا الرجل، يعنون محمدًا ﷺ. والله جل وعلا يقول: انظروا وتفكروا فيما قال لكم هذا الرجل، تفكروا، ولا تأخذكم العصبية، ﴿أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى﴾ [(سبأ: ٤٦] جماعات وفرادى، تنظرون فيما دعاكم إليه محمد ﷺ، فإن كان حقًا وجب عليكم اتباعه، ولا يجوز لكم البقاء على ما كان عليه الآباء والأجداد. ﴿أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ﴾ يعني: لا للهوى والعصبية؛ بل يكون قيامكم لله، تريدون الحق ﴿مَثْنَى وَفُرَادَى﴾ اثنين اثنين، يفكرون ويجتمعون، ويعقدون جلسة؛ لأن تعاون الجالسين أو الجماعة فيه رجاء الوصول إلى الحق، أو فرادى، أن يخلو بنفسه ويفكر، ويتأمل ما جاء به الرسول ﷺ، وسيجد أنه حق فيجب عليه اتباعه، ﴿ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ﴾ يعني محمدًا ﷺ، الذي تقولون: إنه مجنون، وهو ليس به جنون؛ بل هو أعقل الرجال وأعقل الخلق ﷺ، وأنصح الخلق وأعلم الخلق، ﵊، فكيف تقولون: إنه مجنون؟ فكروا، انظروا في عقله، انظروا في تصرفاته، هل هي مثل تصرف المجنون؟ ﴿مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ﴾ [سبأ: ٤٦] إنْ لم تؤمنوا به وتتبعوه، فإنه سيحل بكم العذاب الشديد، فهو جاءكم ناصح لكم، يريد لكم

1 / 58