160

Sharh Masabih

شرح المصابيح لابن الملك

Investigator

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

Publisher

إدارة الثقافة الإسلامية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Genres

الأبوين، فيصلَّى عليه بموته ويجري التوارث.
"فقلت: يا رسول الله! بلا عمل؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين، قلت: فذراري المشركين"؛ أي: فما حكمهم.
"قال من آبائهم"؛ أي: يعلم من حكم آبائهم.
"قلت: بلا عمل؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين" أو معناه: أتباع لآبائهم، فلا يصلَّى عليهم ولا يثبت الإرث بينهم وبين المسلمين كآبائهم.
* * *
٩٠ - عن ابن مَسْعودٍ ﵁، عن النبيِّ ﷺ قال: "الوائدةُ والمَوؤدةُ في النَّارِ".
"وعن ابن مسعود عن النبي ﵊ أنه قال: الوائدة"؛ أي: التي تدفن بنتها في القبر وهي حية فرارًا من الفقر أو العار.
"والموؤدة"؛ أي: المدفونة حية.
"في النار" روي: أن ابني مليكة أتيا رسول الله ﷺ وقالا: إن أُمَّنا وأدت بنتًا لها، فقال ﵊ هذا الحديث.
أما الوائدة فلأنها كانت كافرة، وأما الموؤدة فلأنها ولد الكافر، فيحتمل أنها كانت بالغة، ويحتمل أن تكون غير بالغة ولكن علم ﷺ بالمعجزة كونها من أهل النار، فلا يتعين القطع بهذا الحديث على تعذيب أطفال المشركين؛ لأنه ورد في قضية خاصة فلا يجوز حمله على العموم مع الاحتمال.
وقيل: المراد بالوائدة: القابلة، وبالموؤدة لها وهي أم الطفل، وكان من عادة نساء العرب إذا أخذ إحداهن الطلقُ حفرت لها حفرة عميقة فجلست عليها، والقابلة وراءها تترقب الولد، فإن أتت بابن أمسكته، وإن أتت بنتٌ ألقتها في

1 / 129