44

Sharḥ Manẓūmat al-Qalāʾid al-Burhāniyya fī ʿilm al-farāʾiḍ

شرح منظومة القلائد البرهانية في علم الفرائض

Publisher

مدار الوطن للنشر

Edition

الأولى

Publication Year

1429 AH

Publisher Location

الرياض

وزيد بن ثابت - رضي الله عنه - تبعه أئمة في أصول مذهبه في الفرائض، ولهذا صار إمامًا، لكن إمامة أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وابن مسعود، وأشباههم أعظم وأكثر من إمامة زيد بن ثابت - رضي الله عنهم أجمعين -

وقوله ((أجلى)) يعني: أظهر، ولكن الظهور والبطون يختلف، فقد يكون مذهب فلان عندي أجلى، وعند غيري ليس بأجلى، كما سيأتي في باب الجد والإخوة أن مذهب زيد - رضي الله عنه - ضعيف فيه

وقوله ((لذا بالاتباع كان أولى)) ((لذا)) أي لسبب كونه أجلى، كان أولى بالاتباع من غيره، ولكن هذا على الإطلاق فيه نظر ظاهر! فليس مذهب زيد بن ثابت في علم الفرائض أولى بالاتباع من غيره على سبيل الإطلاق؛ بل غيره إذا كان أقرب إلى الدليل كان أولى

١٠- لا سِيَّمَا وَالشَّافِعِيْ مَوَافِقُ لَهُ وَفِي اجْتِهَادِهِ مُطَابقُ

الشرح

قوله ((لاسيما)) كلمة يؤتى بها للدلالة على أن ما بعدها سبب لما قبلها، يعني أنه أولى بالاتباع، لا سيما وأن الشافعي موافق له في اجتهاده، وموافقة الشافعي له تدل على صحة مذهبه؛ لأن الشافعي - رحمه الله أحد

الأئمة الأربعة المشهود لهم بالإمامة؛ فلهذا إذا تَبِعَ زيدَ بْنَ ثابت في

١ انظر ترجمته في: ((الجرح والتعديل)) ٢٠١٧، و((العبر في خبر من غبر)) ٢٦٩١، و((السير)) ٥١٠،

و ((تذكرة الحفاظ)) ٣٦١١، و((التقريب)) ص٨٢٣، و ((الأعلام)) ٢٦٦

42