قال ارسطو وايضا ان اخذ الانسان الجوهر الذى كلامنا فيه كهيولى تعليمية فانما يفعل ذلك خاصة اذا اراد ان يصف الفصل بين الجوهر والهيولى كالكبير والصغير كما يقول الطبيعيون ان الفصول الاول للموضوع هى التخلخل والتكاثف وهذه فانما هى زيادة ونقصان فى الحركة فان كانت هذه حركة فمن البين ان الانواع متحركة التفسير لما كان قد يوخذ ما تبين فى علم المنطق من المعقولات فى العلوم العامة اخبر ايضا بذلك فقال وايضا ان اخذ الانسان الجوهر الذى كلامنا فيه كهيولى تعليمية فانما يفعل ذلك اذا اراد ان يصف الفصل بين الجوهر والهيولى كالكبير والصغير يريد وايضا ان اخذ الانسان هذه المعقولات المنطقية مقدمات مستعملة فى البراهين اى هيولى البراهين ونظر بها فى الموجودات المحسوسة من حيث تلحقها هذه المعقولات فانما يعرض ذلك للنظار اذا فحصوا عن الفصول الاول الكلية للجوهر مثل الفحص عن فصلى الجوهر الاول اللذين انقسم اليهما الموجود وهو الذى احدهما بمنزلة الهيولى والاخر بمنزلة الصورة مثل بيان من رام ان يبين ان هذين الجوهرين هما الكبير والصغير او انهما الكثيف والسخيف ولما كان هذا يوهم ان فيه حجة لمن قال ان المعقولات جواهر الموجودات لانه اذا كان منها ما يدل على طبيعة الجوهر فهو جوهر لزم ان تكون المعقولات جواهر قال وهذه فانما هى زيادة ونقصان فى الحركة فان كانت هذه حركة فمن البين ان الانواع متحركة يريد فان كانت معقولات هذه الاشياء تدل على جواهر فهى جواهر الاشياء لا كن لما كانت المتضادات كلها ترجع الى زيادة ونقصان والزيادة والنقصان يرجعان الى الحركة فلو كانت معقولات هذه الاشياء هى جواهرها لكان معقول الحركة حركة ولو كان معقول الحركة الذى هو الجنس العام لانواع الحركة حركة لكانت الانواع كلها متحركة ولو كانت الانواع متحركة وكانت جواهر الاشياء لم يكن شىء ثابت وانما قال هذا كله على جهة الاستظهار لانه من المعلوم الاول ان معقول الحركة ليس بحركة وهو لازم لمن قال ان معقولات الاشياء هى جواهرها لا التى تفهم جوهرها وذلك ان ارسطاطاليس يرا ان معقولات الاشياء هى مفهمات جواهر الاشياء وليس هى جواهر الاشياء
Page 150