Sharh Ma Bacd Tabica

Averroes d. 595 AH
42

Sharh Ma Bacd Tabica

شرح ما بعد الطبيعة

قال ارسطوطاليس اما الذين يدعون فيثاغوريين فانهم يستعملون المبادى والاسطقسات استعمالا مباينا لما يستعمله المتكلمون فى الطبيعيات وسبب ذلك انهم لم ياخذوا هذه الاسباب من المحسوسات فان الامور التعاليمية من الموجودات هى بلا حركة سوى ما كان منها فى التنجيم وهولاء يتشاجرون دائما ويتكلمون فى الطبيعة ويراعون ما يعرف من السماء وأجزائها والافعال والانفعالات ولوازم هذه ويدفعون اليها المبادى والاسباب كيما يعدون لنا فى الطبيعيين فان الموجودات انما هو ما كان منها محسوسا وتاخذ الشىء الذى يسمى سماء ويقولون فى الاسباب والمبادى اقاويل كثيرة على ما ذكرنا التفسير لما عرف ان من هذا البحث يقدر الانسان ان يقف على خطا هولاء الذين خلطوا الجنسين من الموجودات اعنى المحسوس والمعقول بان جعلوا المعقول سببا للمحسوس اخذ فى بيان ذلك فقال اما الذين يدعون فيثاغوريين فانهم استعملوا المبادى والاسطقسات استعمالا مباينا لما استعمله المتكلمون فى الطبيعيات يريد ان ال فيثاغورش جعلوا اسباب الامور الطبيعية اشياء غير مناسبة ولا ذاتية للامور الطبيعية ثم قال والسبب فى ذلك انهم لم ياخذوا هذه الاشياء من المحسوسات فان الامور التعاليمية من الامور الموجودات هى بلا حركة سوى ما كان منها فى التنجيم يريد والسبب فى جعلهم للامور الطبيعية مبادى غير مناسبة انهم لم يطلبوا مبادى المحسوسة من حيث هى محسوسة ومتحركة وانما طلبوا مبادئها من الامور الغير متحركة وهى التعاليم فانه ليس فيها حركة ما عدى علم الهيئة ومبادى الامور المتحركة هى ضرورة غير مبادى الامور غير المتحركة وينبغى ان تعلم ان صاحب علم الهيئة وان كانت موضوعاته متحركة وهى الاجرام السماوية فانه ليس ينظر فى طبائعها من جهة ما هى متحركة وانما ينظر منها فى أشكالها وأوضاعها من جهة كيفيات حركاتها ومن جهة سرعتها وبطئها وينظر ايضا فى كمياتها واما صاحب العلم الطبيعى فينظر فى طبائعها من حيث هى متحركة ويبين أى نوع من الحركات يجوز عليها من التى لا تجوز ثم قال وهولاء يتشاجرون دائما ويتكلمون فى الطبيعة ويراعون ما يعرف من السماء واجزائها والافعال والانفعالات ولوازم هذه ويرفعون اليها المبادى والاسباب كيما يعدون لنا فى الطبيعيين الى اخر ما كتبناه يريد والفيثاغوريون مع انهم استعملوا فى الامور الطبيعية مبدا غير طبيعى يرومون ان يتشبهوا بالطبيعيين فيتكلمون فى الطبيعة وفى كلما يظهر من حركات السماء واجزائها على جهة ما يتكلم بها اصحاب العلم الطبيعى وفى الافعال والانفعالات التى تظهر فى الاشياء التى تحت السماء ويرومون فى جميع هذه ان يعطوا اسبابها من جهة الامور التعاليمية يعنى الاعداد وقوله كيما يعدون لنا فى الطبيعيين فان الموجودات انما هو ما كان محسوسا يريد انهم انما كانوا يتكلمون فى هذه الاشياء ليعدوا من المتكلمين فى الطبيعة لانهم كانوا يعترفون ان الامور الموجودة هى المحسوسات وان هاهنا اشياء غير محسوسة اعنى جواهر مفارقة هى مبادى الامور المحسوسة كما كان يرى ذلك كثير من القدماء وقوله حكاية عنهم ˺وتاخذ الشىء الذى يسمى سماء ويقولون فى الاسباب والمبادى اقاويل كثيرة يريد انهم كانوا يجعلون السماء من طبيعة الامور التى تحت السماء ويقولون فى اسباب ما يظهر فيها اقاويل كثيرة وانما اشار بذلك فيما احسب الى ما كانوا يجعلون انواع الاعداد سبب الموجودات مثل انهم كانوا يجعلون الزوج سببا للموجودات التى اتفق لها ان تكون زوجا ويجعلون الأفراد سببا للاشياء التى اتفق لها ان تكون افرادا مثل ان يجعلوا الثلاثية سببا لجميع الموجودات التى اتفق لها ان تكون ثلاثة وكذلك الرباعية والخماسية فان هذا الراى هو ماثور عن هولاء القوم ومشهور ويشبه ان يكون قد ذكره فيما سلف من المواضع التى انخرمت من هذا الكتاب ولذلك قال على ما ذكرنا˹

[20] Textus/Commentum

Page 104