200

Sharḥ mā baʿd al-ṭabīʿa

شرح ما بعد الطبيعة

قال ارسطاطاليس ولذلك خليق ان يسئل احد هل المشى والبرء والقعود كل واحد منها يدل على هوية او غير هوية وكذلك فى كل واحد من سائر الاشياء التى هى مثل هذه وذلك لان ليس شىء منها قائما بذاته ولا يمكنه ان يفارق الجوهر بل ان كان المشاء من الهويات والقاعد والبرىء فان هذه اجدر ان تكون هويات فيما يرى وذلك لان موضوعها هو شىء محدود وهذا من الجواهر التى هى لكل واحد من الجزئيات وعليه يدل القطاغورياش التى هى مثل هذه فان القائم والقاعد لا يقال من غير هذا فبين ان هذا فبين ان هذا هو علة انية كل واحد من تلك وتلك لمكان هذه التفسير لما وضع ان الموجود بالحقيقة هو الجوهر وكان ذلك امرا مجمعا عليه من جميع القدماء وكان كثير منهم لموضع اعتقادهم ان الجوهر هو الموجود بالحقيقة قد شك فى الاعراض هل هى موجودة ام لا قال ولذلك خليق ان يسئل احد هل المشى والبرء والقعود كل واحد منها يدل على هوية او على غير هوية يريد ولذلك خليق لمن اعتقد هذا المعنى فى الجوهر ان يتشكك فى جميع الاعراض مثل المشى والبرء والقعود هل ينطلق عليها اسم الموجود ام لا ثم اتى بالسبب فى هذا الشك فقال وذلك ان ليس شىء منها قائما بذاته ولا يمكنه ان يفارق الجوهر يريد وانما كان لمتشكك ان يتشكك فى هذه هل يدل عليها اسم الموجود ام لا لانه ليس شىء منها قائما بذاته ولا يمكنه ان يفارق الجوهر والموجود هو القائم بذاته ثم قال بل ان كان المشاء من الهويات والقاعد والبرىء فان هذه اجدر ان تكون هويات فيما يرى يريد لا كن ان سلمنا ان اسم الموجود يدل على هذه فان الجوهر احق ان يدل عليه اسم الموجود فيما يظهر للحس اى انه اعرف عند الحس ثم اتى بالسبب فى ذلك فقال وذلك لان موضوعها هو شىء محدود بذاته يريد وذلك لان موضوع ماهيات الجواهر وكلياتها هى اشخاص الجوهر وهى اشياء محدودة بذاتها يعنى انها محدودة بالامكنة والسطوح وانما هى جزء من هذا الجوهر التى هى اشخاص الجواهر الجزئيات وعلى هذين الامرين تدل مقولة الجوهر فقوله وذلك لان موضوعها يريد بهذا الضمير ماهيات الجواهر وكلياتها وقوله هو شىء محدود يريد به اشخاص الجوهر وانما قال فى اشخاص الجوهر انها محدودة لانها اجسام قائمة بذاتها وقد قيل فى حد الجسم انه الذى يحيط به حد او حدود وقوله وهذا من الجواهر التى هى لكل واحد من الجزئيات˹ يشير بهذا الى الماهيات فكانه قال وانما صارت هذه جواهر لانها اجزاء الجواهر التى هى جواهر بالحقيقة وهى الجزئيات وقوله وعليه تدل القطاغورياش التى هى مثل هذه يريد وعلى هذه الكليات التى هى جواهر تدل مقولة الجوهر ثم قال فان القائم والقاعد لا يقال من غير هذا يريد والسبب فى ذلك ان الاعراض التى هى مثل القائم والقاعد لا يقال انها موجودة من غير هذه واخذ الاسم المشتق هاهنا فى هذه الامثلة على انه يدل على العرض فقط ثم قال فبين ان هذا هو علة انية كل واحد من تلك وتلك لمكان هذه يريد واذا تبين هذا كله من امر الجواهر فبين ان الجواهر هى علة انية الاعراض والاعراض انما وجدت لمكان الجواهر وانما كان هذا واجبا لانه اذا تبين ان اسم الموجود يقال على المقولات العشر وان الجوهر احق بذلك الاسم وكان قد تبين انه اذا كانت اشياء كثيرة تشترك فى اسم واحد وكان بعضها احق بذلك الاسم من بعض فان الذى هو احق بذلك الاسم من جميعها هو السبب فى جميعها ثم حال بعضها عند بعض فى السببية كحالها فى الاسم فعن هذه المقدمات ينتج ان الجوهر علة سائر المقولات وهو الذى قصد بيانه فى هذا الموضع

[4] Textus/Commentum

Page 752