قال ارسطاطاليس فقد قيل ما العرض وما علته وانه ليس له علم ثابت واما ان اوائل وعللا مكونة وفاسدة ايضا من غير ان تكون او تفسد فبين فانه ان لم يكن ذلك ستكون جميع الاشياء بالضرورة فانه ان لم يكن للذى يكون ويفسد علة ما بنوع العرض فسيكون بالضرورة كقولنا هل يكون كذا او لا يكون فانه يكون كذا ان كان كذا والا فلا وهذا ان كان اخر وعلى هذه الحال وبين انه ينتقص ابدا زمان من زمان ذى نهاية وكذلك ينتهى الى الذى فى الان كقولنا ان فلانا ان خرج مات اما بمرض واما بقهر وهذا يكون ان كان غيره وهكذا ينتهى الى الذى هو الان او الى شىء ما من التى كانت مثل ان كذا من الماكول سيعطش وهذا ان اكل اشياء حريفة وهذا اما ان يكون واما لا فاذا سيموت بالضرورة وكذلك ان وثب احد وذكر الاشياء التى قد تكونت فان القول عليها واحد مثل هذا وهى لها انية قديمة اقول الاشياء التى قد كانت ان انيتها تكوينها فاذا سيكون باضطرار جميع الاشياء الكائنة مثل موت الحى فانه قد سبق وصار شيئا واحدا مثل الاضداد هى واحد لانها لشىء واحد ولكن ليست بمرض او بقهر الا ان يكون كذا فبين انها اخذة الى ابتداء ما وهذا لا ياخذ الى شىء اخر ايضا واما ان ياخذ الى ما ادرك بالبخت ولا يكون علة لحركة البتة ولا كن الانتهاء الذى يكون مثل هذا يكون الى ابتداء ذى كيفية وعلة ذات كيفية التفسير قوله واما ان اوائل وعللا مكونة وفاسدة ايضا من غير ان تكون او تفسد فبين يريد واما انه يظهر من هذا ان هاهنا عللا تتكون ثم تفسد من غير ان تكون لغيرها او تفسد غيرها فبين ثم اتا بالعلة فى ذلك فقال فانه ان لم يكن ذلك ستكون جميع الاشياء بالضرورة يريد فانه ان كان واجبا ان تكون كل علة كائنة مكونة او مفسدة فقد يلزم ان تكون الاشياء كلها ضرورية ثم قال فانه ان لم يكن للذى يكون ويفسد علة بنوع العرض فسيكون بالضرورة يريد فانه ان لم يكن للذى هو مزمع ان يتكون علة عرضية بل كانت كل علة يتبعها معلولها ضرورة فسيكون جميع ما يمكن ان يتكون يتكون ضرورة وترتفع طبيعة الامكان ثم اتا بمثال هذا فقال كقولنا هل يكون كذا او لا يكون وانه يكون كذا ان كان كذا والا فلا وهذا ان كان اخر وعلى هذه الحال يريد انه ان كانت الاشياء كلها ضرورية فسيلزم ان يكون قول القائل هل يكون كذا فيما ياتى او لا يكون احدهما كائن بالضرورة ولا بد والاخر ممتنع ويلزم ان تكون علة ذلك الشىء الكائن كائنة بالضرورة وان يكون اذا كانت كان معلولها ضرورة وهذا هو الذى دل عليه بقوله وانه يكون كذا ان كان كذا والا فلا˹ وقوله وهذا ان كان اخر وعلى هذه الحال يريد ويلزم ايضا فى علة علته ان يكون معلولها باضطرار وان كانت كائنة ان تكون على هذه الحال اى تكون كائنة باضطرار عن علتها وعلتها عن علة اخرى وينتهى ذلك ضرورة الى علة اخرى ضرورية الوجود لانه ليس تمر امثال هذه العلل الى غير نهاية ثم قال وبين انه ينتقص ابدا زمان من زمان ذى نهاية وكذلك ينتهى الى الذى فى الان يريد ان الزمان الذى يحدث فيه علة الشىء الحادث فى زمان محدود من المستقبل ينتقص من ذلك الزمان وينتقص ايضا من الزمان الباقى زمان حدوث علة العلة حتى ينتهى الامر الى الان الحاضر الذى فيه العلة الاولى للحادث المزمع الحدوث ثم اتى بمثال فى هذا المعنى فقال كقولنا ان فلانا ان خرج مات اما بمرض واما بقهر وهذا يكون ان كان غيره وهكذا ينتهى الى الذى هو الان او الى شىء ما من التى كانت يريد مثال ذلك انه ان كان واجبا متى خرج زيد ان يموت وجب ان يكون ان مرض مات وان كان كذلك مرض ولا بد حتى ينتهى الامر الى علة موجودة فى الان الحاضر مثل انه ان عطش حدثت به حرارة ولا بد وان حدثت به حرارة حدثت به حمى ولا بد وان حدثت به حمى مات ولا بد وان خرج الان حدث به عطش ولا بد ثم قال مثل ان كذا من الماكول سيعطش وهذا ان اكل اشياء حريفة وهذا اما ان يكون واما لا يريد مثل انه ان مات بمرض يلزم ضرورة ان يكون مثلا ان تصيبه حرارة خارجة عن الطبع وان يكون ان اصابته حرارة ولا بد ان يكون قد اصابه قبل ولا بد سبب من اسباب الحرارة كانك قلت عطش وان يكون ان اصابه عطش ولا بد ان يكون قد اكل اشياء حريفة ولا بد يريد فيكون اكله الاشياء الحريفة واجبا ولا بد ولذلك يكون ما يتبع اكلها واجبا ولا بد وذلك انه يلزم عن وضع الكائنات فى المستقبل كائنات بالضرورة اعنى احد المتقابلين منها ان تكون ايضا اسبابها كائنة بالضرورة ولزوم بعضها عن بعض امر ضرورى وقوله وهذا اما ان يكون واما لا˹ يشير به الى السبب والى المسبب اى يكون كلاهما ضروريا وقوله فسيموت اذا بالضرورة يريد وان كانت هذه الاسباب بهذه الاحوال فسيلزم ان يخرج وان يموت بالضرورة ثم قال وكذلك ان وثب احد وذكر الاشياء التى قد تكونت فان القول عليه واحد مثل هذا وهى لها انية قائمة يريد وكذلك يلزم ان يكون كل ما قد تكون منها فقد كان قبل ان يتكون ضرورى ان يتكون حتى تكون الامور المستقبلة والماضية ضرورية الكون اللازم فى ذلك واحد وهذا خلاف ما يعقل ويحس وقوله وهى لها انية قديمة قائمة يريد ويلزم ان يكون للاشياء الكائنة انية قديمة قائمة يلزم عن تلك الانيات خروجها ولا بد الى الفعل مثل ما يقال فى التمثيل الشرعى ان الاشياء هى مكتوبة فى لوح محفوظ وان ما كتب فى ذلك اللوح يخرج الى الفعل ولذلك فسر هذا المعنى بان قال اقول الاشياء التى قد كانت ان انيتها تكوينها يريد انه يلزم ان تكون طبائع الاشياء وماهياتها تقتضى لها ان تتكون ولا بد كما ان طبيعة المتكونة تقتضى ان تفسد ولذلك قال فاذا سيكون باضطرار جميع الاشياء الكائنة مثل موت الحى يريد فيلزم هذا الوضع ان تكون الاشياء التى منها تكونت المتكونات تقتضى جواهرها ان تتكون منها ولا بد كما تقتضى اذا تكونت ان تفسد ولا بد مثل فساد الحى وقوله لانه قد سبق وصار شيئا واحدا مثل الاضداد هى واحد لانها لشىء واحد يريد وانما وجب ان يفسد الكائن باضطرار لانه من قبل ان يفسد قد كان وجب ان تركب وصار شيئا واحدا من اضداد وانما صار واحدا لان الاضداد وجدت فيه لشىء واحد وهى الصورة فهو ولا بد يفسد وقوله ولكن ليس بغير مرض او قهر الا ان يكون كذا يريد الا انه ليس يفسد الفاسد بغير مرض وبغير قهر بل انما يفسد ان كان مرض او قهر الا ان احدهما هو له بالطبع وامر ضرورى وهو المرض والاخر بالعرض وهو القهر وانما اراد ان كل ما يتكون ويفسد تجتمع فى انها اخذة الى مبدا اول ومنتهية اليه ولذلك قال فبين انها اخذة الى ابتداء ما وهذا لا ياخذ الى شىء اخر ايضا يريد فقد تبين من هذا ان ما يكون ويفسد له اسباب وتلك الاسباب آئلة ومنتهية وراجعة الى سبب اول اذ كان ليس يمكن ان تمر اسباب الكائن والفاسد الى غير نهاية الا ان الفرق بينهما ان الفساد هو شىء يكون باضطرار والكون ليس هو شىء يكون باضطرار ولو كان ذلك لكانت جميع الامور موجودة باضطرار ولو كان ذلك كذلك لكان الكون شيئا موجودا فى جوهر الاشياء التى فيها الكون مثل ما هو الفساد موجودا فى جوهرها وقوله واما ان ياخذ الى ما ادرك بالبخت فلا يكون علة لحركة البتة يريد واما ما انتهى من هذه العلل الى ما هو عن البخت اى كلما حدث عن البخت فانه ليس يكون مثل هذا علة لحركة طبيعية اصلا يريد ان ما حدث بالبخت ليس يكون علة لنوع من انواع الموجودات مثل ما يكون ما حدث بالطبع علة لما يحدث بالطبع وقوله ولا كن الانتهاء الذى يكون مثل هذا يكون الى ابتداء ذى كيفية وعلة ذات كيفية يريد ولاكن ما حدث عن البخت فانه انما يكون عن مبدا ذى طبيعة محدودة وعلة محدودة وذلك ان ما بالعرض فانما يعرض لما بالذات ولذلك كان ما بالذات متقدما على ما بالعرض
[8] Textus/Commentum
Page 736