قال ارسطو والعرض ايضا يقال الذى هو لشىء ويقال له بالحقيقة لاكنه ليس بالضرورة ولا اكثر ذلك مثل ما ان حفر حافر حفرة لغرس واصاب كنزا فهذا عرض لحافر الحفرة ان يجد كنزا فانه ليس بمضطر ان يكون هذا من ذلك ولا ان يكون بعده ولا اكثر ذلك اى ان يكون يصيب اخر يحفر كنزا وكذلك ان يكون موسيقوس ما ابيض فانما يقال ان هذا عرض لانه ليس بمضطر ولا يكون اكثر ذلك فاذا لانه شىء ما ولشىء ما ولان بعضها فى مكان وفى وقت ما على ما هى لا على العلة التى هى هذا الشىء او الان او هاهنا هو عرض وليس للعرض علة محدودة البتة الا البخت وهذا غير محدود مثل ما يقال انه عرض الذهاب الى اثينيا بالبخت ان لم يكن الذهاب ليصير الى ما هناك بل ان كان دفعه ريح عاصف شتوى او اسره لصوص فصار الى ما ثم وهذا هو العرض وليس ما هو لا كن ما اخر فان ريح الشتاء علة الذهاب الى حيث لم يقصد ويقال عرض بنوع اخر مثل جميع التى لكل واحد بذاته وليست فى الجوهر مثل ما للمثلث قائمة فاما هذه فممكن ان تكون ابدية ايضا واما من تلك فولا واحد والاقاويل على هذا فى غير هذه التفسير قوله والعرض ايضا يقال الذى هو لشىء ويقال له بالحقيقة لاكنه ليس بالضرورة ولا اكثر ذلك يريد والعرض يقال على الذى هو موجود لشىء وهو موجود له بالحقيقة ولا كن وجوده له ليس بضرورى ولا على الاكثر ثم اتا بمثال ذلك فقال مثل ما ان حفر حافر حفرة لغرس واصاب كنزا فهذا عرض لحافر الحفرة ان يجد كنزا فانه ليس بمضطر ان يكون هذا من ذلك ولا ان يكون بعده ولا اكثر ذلك اى ان يكون يصيب اخر كنزا يريد ومثال ما بالعرض ان يحفر حافر حفرة ما لغرض من الاغراض اما لغرس واما لغير ذلك مما يحفر له فيصيب كنزا فانه يقال عرض للحافر ان وجد كنزا وذلك انه ليس وجود الكنز عن الحفر للغرس لا بالضرورة ولا اكثر ذلك وقوله وكذلك ان يكون موسيقوس ما لا ابيض يريد وقريب من هذا المعنى ان يقال الموسيقوس هو لا ابيض وبين هذين المعنيين فرق فان الاول هو من باب البخت وهذا هو من باب المحمولات بالعرض والفرق بينهما ان الاول علة وهذا ليس بعلة وانما هو مقارن للعلة اعنى ان الحفر هو علة لوجود الكنز لا كن بالعرض واما الا ابيض فليس هو علة للموسيقوس لا بالذات ولا بالعرض ولا كن عرض للانسان الذى هو علة الموسيقوس ان كان اسود وقد اعطى الفرق بينهما فى الثانية من السماع فهذا هو الفرق بينهما واما الامر الجامع بينهما فهو ما ذكره وذلك ان كون الموسيقوس اسود ليس هو ضروريا ولا على الاكثر وقوله فاذا لانه شىء ما ولشىء ما ولان بعضها فى مكان وفى وقت ما على ما هى لا على العلة التى هى هذا الشىء او الان او هاهنا هو عرض يريد ولما كان كل شىء فى زمن ومكان قيل فى كل ما وافقه فى الزمن او فى المكان فقط انه علة بالعرض لا على انه علة بالحقيقة بل من قبل موافقتها اياه فى الزمن او فى المكان اما فى المكان فمثل موافقة الحفر للكنز فى مكان الحفر واما فى الزمن فمثل ان يبرق برق فيموت حيوان فى ذلك الوقت وقوله وليس للعرض علة محدودة الا البخت وهذا غير محدود يريد وليس لما يقال انه حدث بالعرض علة الا البخت وليس بعلة لان العلة محدودة والبخت غير محدود فهو ان كان علة فغير محدودة ويعنى بقوله محدودة اى هى محدودة بالاضافة الى معلولها اى ليس يكون معلولها الا عنها فهى محدودة له وذلك ان الذى يحدث عن علل كثيرة ليس يحدث عن علة محدودة اى واحدة بعينها وهذه هى حال ما يحدث بالبخت والمثالان اللذان تمثل بهما فى تفهم ما بالعرض قوله فيهما مفهوم بنفسه وهو الا يقصد انسان المشى الى مدينة من المدن فيحمله اليها ريح عاصف او لصوص ياسرونه ثم ذكر نحوا اخر مما يقال عليه العرض فقال ويقال عرض بنوع اخر مثل جميع التى لكل واحد بذاته وليست فى الجوهر مثل ما للمثلث التى قائمة يريد ويقال اسم العرض بنوع اخر وهو كل ما حمل على شىء ما بطبيعته ولا كن ليس هو جوهرا للشىء الذى يحمل عليه مثل قولنا فى المثلث زواياه مساوية لقائمتين ثم قال فاما هذه فيمكن ان تكون ابدية واما من تلك فلا واحد يريد والفرق بين هذا العرض والعرض المتقدم ان هذا يوجد منه ما هو ضرورى والاول ليس يوجد منه ما هو ضرورى وانما قال ذلك لان الاعراض التى تقال فى مقابلة الجوهر منها ضرورى ومنها غير ضرورى وهى المفارقة وقوله والاقاويل على هذا فى غير هذه يريد والتكلم على الاعراض وعلى انواعها وعلى نوع ما بالعرض فى غير هذه المقالة اذ لم يكن قصده هنا إلا شرح الاسماء فقط وهنا انقضت هذه المقالة بسم الله الرحمن الرحيم
Page 696