180

Sharh Ma Bacd Tabica

شرح ما بعد الطبيعة

قال ارسطو ويقال من الكميات ناقص عضو وليس كيف ما وقع بل ينبغى ان يكون ذلك الشىء شيئا ما لا ينفصل وان يكون يقال فى الاثنين اذا انتقص منها احد الواحدين لا يقال ناقص عضو لان ناقص العضو لا يساوى النقص ولا يقال مساو له فى وقت من الاوقات ولا شىء من اجزاء العدد البتة واما الجوهر فينبغى ان يكون ثابتا فانه ان نقص من المشربة عضو فالمشربة ثابتة واما العدد فليس هو هو ومع ما وصفنا وان كانت متشابهة الاجزاء ولا هى كلها ايضا فان العدد ثابت فاذا لها اجزاء غير متشابهة مثل اثنين ثلثة وغيرها وبنوع كلى جميع التى لا يكون من وضعها اختلاف ليس يكون منها شىء ناقص عضو مثل الماء والنار بل ينبغى ان تكون هذه مثل التى لها وضع بالجوهر وايضا ان تكون متصلة فان التاليف من غير متشابهة الاجزاء ولها وضع ايضا لكنه لا يكون ناقص عضو ومع هذا ولا جميع الاشياء التى هى بكليتها ولا التى هى بعدم جزء ما من اجزائها هى ناقصة اعضاء فانه لا يقال ناقص عضو اذا انتقص شىء من التى للجوهر بالحقيقة ولا اذا كان حيث ما كان من المواضع مثل المشربة ان ثقبت لا يقال لها ناقص عضو بل اذا نقص اما الاذن او شىء من الاطراف للانسان لا اذا انتقص لحم او الطحال بل اذا انتقص طرف من اطرافه وهذا ايضا ليس كل بل الذى اذا انتزع كله لا يتكون وكذلك الصلع ليس بناقص اعضاء التفسير قوله ويقال من الكميات ناقص عضو وليس كيف ما وقع يريد انه يقال للاشياء التى هى من الكمية ناقص عضو وليس يقال ذلك فيها كيف ما اتفق بل انما يقال اذا كان الناقص والمنقوص منه بصفات محدودة ثم شرع يذكر تلك الصفات والشروط فقال بل ينبغى ان يكون ذلك الشىء شيئا ما لا ينفصل يريد واحد تلك الشروط والصفات التى توجد فيما يقال فيه ناقص عضو ان يكون ذلك الناقص ليس من شانه ان ينفصل من المنقوص منه مثل الشعر من الانسان والريش من الطائر فانه ليس يقال فى الانسان انه ناقص عضو اذا نقص شعره ولا فى الطائر اذا نقص شىء من ريشه ثم قال وان يكون يقال فى الاثنين اذا انتقص منها احد الواحدين لا يقال ناقص عضو يريد واذا كان شىء مركب من جزءين فنقص واحد منهما لا يقال فيه ناقص عضو فاذا من شرطه ان يكون مركبا من اكثر من جزئين ثم اتا بالسبب الذى من قبله لا يقال فى هذا انه ناقص عضو فقال لان ناقص العضو لا يساوى النقص ولا يقال مساو له فى وقت من الاوقات يريد لان المركب من اثنين اذا نقص منه واحد منهما كان الناقص مساويا للذى نقص منه ولا يمكن ان يكون الذى يقال فيه ناقص عضو والذى نقص منه متساويين ولا يقال فى امثال هذه انها ناقصة فى وقت من الاوقات وقوله ولا شىء من اجزاء العدد البتة˹ يحتمل ان يريد ولا يقال ناقص عضو فيما كان من الكمية المنفصلة البتة وان لم يكن الناقص مساويا للذى نقص منه مثل الثلثة فانه اذا نقص منها واحد لا يقال فيها ناقص عضو ثم قال واما الجوهر فينبغى ان يكون ثابتا فانه ان نقص من المشربة عضو فالمشربة ثابتة واما العدد فليس هو هو يريد ان شروط الذى يقال فيه انه ناقص عضو الا يذهب اسم الشىء وصورته بنقصان ذلك الجزء منه بل تكون صورته ثابتة وانما يكون النقص فى العدد فقط لا فى الجوهر مثل الخزانة اذا انتقص منها جزء لا تستحق بنقصانه ان نسلبها اسم الخزانة وكذلك الحال فى الانسان لا يقال فيه انه ناقص عضو اذا نقصه من اعضائه ما يكون به انسانا ثم قال ومع ما وصفنا وان كانت متشابهة الاجزاء ولا هى كلها ايضا فان العدد ثابت يريد ومع ما وصفنا من الصفات فلا يكون ايضا من التى يقال فيها ناقص عضو ان لم يكن من الاجسام المتشابهة الاجزاء فان هذه اذا نقص منها جزء امكن ان ينقسم الباقى الى مثل عدد الاجزاء التى توهم ان الكل انقسم اليها من قبل تقدير ذلك الجزء الناقص لها مثال ذلك ان نقص من الماء الذى توهم منقسما الى ثلاثة اجزاء جزء واحد منها امكن ان ينقسم الباقى الى ثلاثة اجزاء والناقص عضو هو الذى لا يبقى عدده ثم قال فاذا لها اجزاء غير متشابهة مثل اثنين ثلاثة يريد فاذا يلزم فى الناقص عضو ان تكون له اجزاء غير متشابهة مثل الاثنين من الاجزاء او الثلثة ثم قال وبنوع كلى جميع التى لا يكون من وضعها اختلاف ليس يكون شىء منها ناقص عضو مثل الماء والنار يريد وبنوع كلى فينبغى الا تكون الناقصة عضو من الاشياء التى ليس يعرض عن وضع اجزائها اختلاف فى الصورة مثل الماء والنار فانه اذا اختلفت اجزاء امثال هذه فى الوضع لم تختلف صورها بخلاف التى هى مركبة من اجزاء غير متشابهة ثم قال بل ينبغى ان تكون هذه مثل التى لها وضع بالجوهر يريد بل ينبغى ان تكون امثال هذه مركبة من اجزاء لها وضع والوضع داخل فى جوهرها اى مشترط فى وجودها مثل الكبد فان احد ما تقومت به هو وضعها من الاعضاء المجاورة لها وقوله وايضا ان تكون متصلة يريد ومن شرطها ايضا ان تكون متصلة بعضها ببعض اعنى الاجزاء الغير متشابهة فانها اذا لم تكن متصلة لم يكن منها كل ولا شىء واحد وقوله فان التاليف من غير متشابهة الاجزاء ولها وضع ايضا لاكنه لا يكون ناقص عضو˹ يحتمل ان يريد فان الاشياء المؤلفة من غير متشابهة لها وضع لكنها لا يقال فيها انها ناقصة عضو متى لم تكن متصلة ثم قال ومع هذا ولا جميع الاشياء التى هى بكليتها ولا التى هى بعدم جزء ما من اجزائها هى ناقصة اعضاء فانه لا يقال ناقصة عضو اذا انتقص شىء من التى للجوهر بالحقيقة يريد ولا جميع الاشياء التى هى موجودة بكليتها وقد نقص منها عضو واحد اى عضو كان يقال فيه انه ناقص لانه قد يكون ذلك العضو مما به قوام ذلك الكل مثل القلب من الحيوان ثم قال ولا اذا كان حيث ما كان من المواضع مثل المشربة ان ثقبت لا يقال لها ناقص عضو يريد ولا باى قدر اتفق ان يكون النقصان ولا فى اى موضع من الشىء كان يقال انه ناقص عضو مثل المشربة اذا ثقبت فان ثقبها نقصان وليس يقال انها ناقصة عضو ثم قال بل اذا نقص اما الاذن او شىء من اطراف الانسان يريد بل اذا نقص عضو من الاعضاء الالية باسره لا فى كميته ولذلك قال لا اذا انتقص لحم او الطحال يريد انه اذا ضمر اللحم او الطحال لا يقال ناقص عضو ˺بل اذا نقص طرف من اطرافه˹ ثم قال وهذا ايضا ليس كل بل الذى اذا انتزع كله لا يتكون يريد وليس جميع الاطراف اذا نقصت قيل فيه انه ناقص عضو بل الطرف الذى اذا انتزع وقطع لا يتكون مرة ثانية وقوله وكذلك الصلع ليس بناقص اعضاء˹ يحتمل ان يريد لان الضلع ينجبر اذا كسر او قطع فى بعض الناس على ما ذكر بعضهم ويحتمل ان يريد هاهنا الصلع الذى هو ذهاب الشعر فكانه قال ولا ايضا كل ما لا يمكن ان يعود يسمى ناقص عضو مثل الصلع للانسان وهذا هو الاظهر

˺القول

[٢٤] فى الجنس˹

[33] Textus/Commentum

Page 678