175

Sharh Ma Bacd Tabica

شرح ما بعد الطبيعة

قال ارسطو الذى له يقال على انواع كثيرة اما بنوع واحد فالذى يجرى بالشىء على قدر طبعه او على قدر اعتماده ولذلك يقال ان للانسان حمى والمدن للمتغلبين واللباس للابسين وبنوع اخر اذا كان شىء فى مثل شىء قابل مثل النحاس الذى له صورة الصنم والجسم الذى له السقم وبنوع اخر مثل المحيط بالمحاط به فان المحاط به يقال ان له الذى يحيط به مثل الاناء الذى فيه رطبة ما يقال له رطبة ما وللمدينة اناس وللسفينة ملاحون وعلى هذا النحو يقال ان للكل الاجزاء وايضا يقال له للمانع فى اعتماده ان يهوى شىء او ان يفعل شيئا مثل ما يقال ان للبيت الاشياء الثقيلة الموضوعة عليه ومثل ما يذكر الشعراء ان اطليطس للسماء كانه لو لم يكن هذا كان قد سقط على الارض كما يذكر بعض من تكلم فى الامور الطبيعية وبهذا النوع يقال المحيط ايضا فى الاشياء التى يحيط بها انها له كان كل واحد منها قد فارق غيره على قدر قوة اعتماده والانواع التى تقال انه فى شىء تشبه ما فى انواع الذى له وتجرى على قدر مجراها التفسير قوله الذى له يقال على انواع كثيرة اما بنوع واحد فالذى يجرى بالشىء على قدر طبعه او على قدر اعتماده ولذلك يقال ان للانسان حمى والمدن للمتغلبين واللباس للابسين يريد ان له يقال على كل ما له قوة على اقتناء شىء ما فانه يقال ان ذلك الشىء له مثل ما يقال ان لزيد مالا وان له حمى وان المدن للمتغلبين اى انهم الذين يملكونها ملكا وهذه اللام هى التى يعرفها النحويون عندنا بلام الملك ثم قال وبنوع اخر اذا كان شىء فى مثل شىء قابل مثل النحاس الذى له صورة الصنم والجسم الذى له السقم يريد ويقال له على نسبة الصورة الى الشىء ذى الصورة اعنى قابلها فانه يقال ان الشىء له صورة مثل ما يقال ان النحاس له صورة الصنم وان صورة الصنم هى للنحاس وصورة السيف للحديد وكذلك البرء للجسم ثم قال وبنوع اخر مثل المحاط بالمحيط به فان المحاط به يقال ان له الذى يحيط به مثل الاناء الذى فيه رطبة ما يقال له رطبة ما وللمدينة اناس وللسفينة ملاحون وعلى هذا النحو يقال ان للكل الاجزاء هذا القول كذا وقع والمثال فيه غير موافق للقول وذلك ان مثال قولنا ان المحاط به يقال ان له الذى يحيط به هو كقولنا للحيوان جلد او للشجر لحاء وهذه هى مقولة له واما قولنا ان الاناء له ماء وان المدينة لها اناس وان السفينة لها ملاحون فهو عكس ذلك وهو ان المحيط له المحاط به اعنى الذى يحصره وعلى هذا النحو يقال ان المكان له المتمكن وهذا هو فى مقولة الاين والنسبة فى هذا النوع بالجملة هى عكس النسبة فى مقولة له ولا كن يشبه ان يكون لقربهما جعلهما كانهما جنس واحد لانها نسبة بين محيط ومحاط به فاذا نسب المحيط الى المحاط به كانت مقولة له واذا نسب المحاط به الى المحيط كان فى مقولة الاين فدل بالقول الاول على النسبة الواحدة وبالمثل على النسبة الثانية وقد قيل ان كثيرا ما يعمل به ارسطو فيكون انما اراد تعديد هذين المعنيين ولو حملنا القول الاول على المثل سقط من هذا القول مقولة له والاشبه انه سقط من الكتاب مثال مقولة له وتعديد النوع الثانى ثم قال وايضا يقال له للمانع فى اعتماده ان يهوى شىء او ان يفعل شيئا مثل ما يقال ان للبيت الاشياء الثقيلة الموضوعة عليه ومثل ما يذكر الشعراء ان انطالس للسماء كانه لو لم يكن هذا كان قد سقط على الارض كما يذكر بعض من تكلم فى الامور الطبيعية يريد ويقال له على كل ما له حامل فان المحمول يقال ان له حاملا وهو الذى يمنع المحمول من ان يسقط او من ان يتحرك مثل ما يقال ان للبيت السقف والاشياء الثقيلة التى توضع عليه ومثل ما كان الشعراء عندهم قديما يقولون ان السماء لها ملاك يحملها يسمى كذا ثم قال وبهذا النوع يقال المحيط ايضا فى الاشياء التى يحيط بها انها له كان كل واحد منها قد فارق غيره على قدر قوة اعتماده يريد ان النسبة بينهما قد توجد من قبل ان المحيط يمنع المحاط به ان يفعل ما فى طبعه ان يفعله مثل منع الاناء للماء الا يسيل فلولا الاحاطة التى هناك تنحى كل واحد منهما على قدر قوته واعتماده ثم قال والانواع التى تقال انه فى شىء تشبه ما فى انواع الذى له وتجرى على قدر مجراها يريد ان عدد النسب التى يدل عليها بحرف له هى على عدد النسب التى يدل عليها بحرف فى الا ان حرف فى اجدر بنسبة المحاط الى المحيط به ونسبة المقبول الى القابل وحرف له اجدر بنسبة المحيط الى المحاط به والمقتنى الى الشىء الذى يقتنيه

˺القول

[٢٠] فى الذى من شىء˹

[29] Textus/Commentum

Page 654