156

Sharh Ma Bacd Tabica

شرح ما بعد الطبيعة

قال ارسطو والهوية تقال بعضها بنوع العرض كقولنا ان العادل موسيقوس وان الانسان موسيقوس وكذلك يقال ان الموسيقوس انسان كقولنا ان الانسان الموسيقوس يبنى وذلك لان عرض للبناء ان يكون موسيقوس او للموسيقوس ان يكون بناء فيعرض ذلك لانه ولان ذلك يعرض له وكذلك يعرض فى الاشياء التى ذكرناها مثل الانسان اذا قلنا انه موسيقوس والموسيقوس انه انسان وان الابيض موسيقوس او الموسيقوس ابيض فان هذه تقال بنوع العرض من جهة لان كلتيهما عرضت لهوية واحدة بعينها ومن جهة لانه عرض لهوية ان تكون تلك الاشياء فالهويات التى تقال انها بنوع العرض فعلى هذا تقال اما لان كليهما لهوية واحدة بعينها واما لانها مائية الهوية واما لانها والشىء الذى هى له وتقال عليه شىء واحد بعينه التفسير لما كان الهوية والموجود يقالان على ما يقال عليه اسم الواحد وكان اسم الواحد منه ما يقال على ما هو واحد بالذات وواحد بالعرض كان اسم الهوية هذه حاله فابتدا اولا فعرف انواع الهوية التى هى هوية بالعرض فقال الهوية تقال بعضها بنوع العرض كقولنا ان العادل موسيقوس يريد كقولنا ان الذى هو عادل هو موسيقوس اى هو هو واحد بعينه فان هذه الوحدانية هى بالعرض لكونهما عرض احدهما للاخر وعرضا معا لموضوع واحد وهو الحامل مثلا للموسيقى والعدل فهذا هو معنى النوع الواحد ومثاله قولنا كل موسيقار عادل واما النوع الثانى فهو مثل قولنا الانسان هو الموسيقار والموسيقار انسان ومعنى قولنا فى هذا انه واحد بالعرض اما لان الموسيقى عرضت للانسان الذى هو كالجنس لانها عرضت للانسان الذى فيه الموسيقى وهو والانسان الذى هو كالجنس واحد او لان الموسيقى والانسانية عرض احدهما للاخر لكونهما فى موضوع واحد وهو الانسان الذى وجدت فيه الموسيقى بالعرض مثل قولنا كل موسيقار انسان الا ان احدهما بالعرض للموضوع الذى تشترك فيه والاخر بالذات بخلاف الامر فى النوع الاول اعنى فى مثل قولنا الموسيقار ابيض فقوله فان هذه تقال بنوع العرض من جهة لان كلتيهما عرضت لهوية واحدة بعينها ومن جهة لانه عرض لهويه ان تكون تلك الاشياء˹ هذا هو مثل قولنا الموسيقوس ابيض لا مثل قولنا الانسان موسيقوس ثم اجمل المعنيين فقال فالهويات التى تقال انها بنوع العرض فعلى هذا تقال اما لان كليهما لهوية واحدة بعينها واما لانها ماهية الهوية واما لانها والشىء الذى هى له وتقال عليه شىء واحد بعينه يريد بالتى كلاهما لهوية واحدة مثل الابيض والموسيقوس اللذان يلفيان لشىء واحد وهو الذى اتفق ان اجتمع فيه البياض والموسيقى فقوله واما لانها والشىء الذى هى له وتقال عليه شىء واحد بعينه يريد مثل قولنا الموسيقوس انسان لان الشىء الذى يوجد له الموسيقى بالعرض وهو الانسان الحامل لها هو والانسان العام واحد بعينه كذلك الامر فى قولنا الانسان الموسيقوس لان معنى ذلك الانسان هو الانسان الذى عرض له ان يكون موسيقوس ومن شرط ما يقال فيه هو هو بالذات هو ان يكون اثنين بالذات من جهة وواحد بالذات من جهة مثل قولنا كل انسان حيوان فان الانسان بالذات مغاير للحيوان من جهة وهو هو بالذات من جهة هذا هو تلخيص هذا الفصل

Page 554