قال ارسطو والهوية تقال بعضها بنوع العرض كقولنا ان العادل موسيقوس وان الانسان موسيقوس وكذلك يقال ان الموسيقوس انسان كقولنا ان الانسان الموسيقوس يبنى وذلك لان عرض للبناء ان يكون موسيقوس او للموسيقوس ان يكون بناء فيعرض ذلك لانه ولان ذلك يعرض له وكذلك يعرض فى الاشياء التى ذكرناها مثل الانسان اذا قلنا انه موسيقوس والموسيقوس انه انسان وان الابيض موسيقوس او الموسيقوس ابيض فان هذه تقال بنوع العرض من جهة لان كلتيهما عرضت لهوية واحدة بعينها ومن جهة لانه عرض لهوية ان تكون تلك الاشياء فالهويات التى تقال انها بنوع العرض فعلى هذا تقال اما لان كليهما لهوية واحدة بعينها واما لانها مائية الهوية واما لانها والشىء الذى هى له وتقال عليه شىء واحد بعينه التفسير لما كان الهوية والموجود يقالان على ما يقال عليه اسم الواحد وكان اسم الواحد منه ما يقال على ما هو واحد بالذات وواحد بالعرض كان اسم الهوية هذه حاله فابتدا اولا فعرف انواع الهوية التى هى هوية بالعرض فقال الهوية تقال بعضها بنوع العرض كقولنا ان العادل موسيقوس يريد كقولنا ان الذى هو عادل هو موسيقوس اى هو هو واحد بعينه فان هذه الوحدانية هى بالعرض لكونهما عرض احدهما للاخر وعرضا معا لموضوع واحد وهو الحامل مثلا للموسيقى والعدل فهذا هو معنى النوع الواحد ومثاله قولنا كل موسيقار عادل واما النوع الثانى فهو مثل قولنا الانسان هو الموسيقار والموسيقار انسان ومعنى قولنا فى هذا انه واحد بالعرض اما لان الموسيقى عرضت للانسان الذى هو كالجنس لانها عرضت للانسان الذى فيه الموسيقى وهو والانسان الذى هو كالجنس واحد او لان الموسيقى والانسانية عرض احدهما للاخر لكونهما فى موضوع واحد وهو الانسان الذى وجدت فيه الموسيقى بالعرض مثل قولنا كل موسيقار انسان الا ان احدهما بالعرض للموضوع الذى تشترك فيه والاخر بالذات بخلاف الامر فى النوع الاول اعنى فى مثل قولنا الموسيقار ابيض فقوله فان هذه تقال بنوع العرض من جهة لان كلتيهما عرضت لهوية واحدة بعينها ومن جهة لانه عرض لهويه ان تكون تلك الاشياء˹ هذا هو مثل قولنا الموسيقوس ابيض لا مثل قولنا الانسان موسيقوس ثم اجمل المعنيين فقال فالهويات التى تقال انها بنوع العرض فعلى هذا تقال اما لان كليهما لهوية واحدة بعينها واما لانها ماهية الهوية واما لانها والشىء الذى هى له وتقال عليه شىء واحد بعينه يريد بالتى كلاهما لهوية واحدة مثل الابيض والموسيقوس اللذان يلفيان لشىء واحد وهو الذى اتفق ان اجتمع فيه البياض والموسيقى فقوله واما لانها والشىء الذى هى له وتقال عليه شىء واحد بعينه يريد مثل قولنا الموسيقوس انسان لان الشىء الذى يوجد له الموسيقى بالعرض وهو الانسان الحامل لها هو والانسان العام واحد بعينه كذلك الامر فى قولنا الانسان الموسيقوس لان معنى ذلك الانسان هو الانسان الذى عرض له ان يكون موسيقوس ومن شرط ما يقال فيه هو هو بالذات هو ان يكون اثنين بالذات من جهة وواحد بالذات من جهة مثل قولنا كل انسان حيوان فان الانسان بالذات مغاير للحيوان من جهة وهو هو بالذات من جهة هذا هو تلخيص هذا الفصل
Page 554