قال ارسطو وايضا يقال واحد للتى جنسها واحد ويختلف بالفصول الموضوعة له مثل الفرس والانسان والكلب وكما يقال جميع الحيوان شىء واحد ويقارب هذا النوع قول الذى يقول ان الهيولى واحدة فهذه الاشياء ربما قيلت واحدة على هذا النوع وربما قيلت واحدة بالجنس الاعلى اذا كانت هى اخر صورة الجنس الاعلى منها مثل الشكل المتساوى الساقين والشكل المتساوى الاضلاع فانهما يقالان شكل واحد بعينه هو هو لان كليهما مثلثات ولا تقال مثلثة بعينها التفسير ما يقوله فى هذا الفصل قريب من المفهوم بنفسه وهو ان اسم الواحد يقال على الاشياء التى هى واحدة بالجنس اعنى ان الانواع المتفقة فى الجنس يقال فيها انها واحدة بالجنس الذى تدخل تحته مثال ذلك الانسان والفرس والكلب فان هذه هى واحدة بالحيوانية لان كلها هى حيوان ولما كان الجنس شبيه الهيولى قال ويقارب هذا النوع قول الذى يقول ان الهيولى واحدة يريد ويشارك هذا النوع من اسم الواحد النوع الذى يقال فيه واحد بالهيولى مثال ذلك ان نقول ان الكلب والفرس والحمار وما اشبه ذلك من الحيوانات الماشية المتنفسة هى واحدة في كونها من دم او من لحم وعظم ولما كانت الاشياء التى هى واحدة بالجنس منها ما هى واحدة بالجنس القريب ومنها ما هى واحدة بالجنس البعيد قال فهذه الاشياء ربما قيلت واحدة على هذا النوع وربما قيلت واحدة بالجنس الاعلى اذ كانت هى اخر صورة الجنس الاعلى منهما يريد فهذه الاشياء ربما قيل فيها انها واحدة بالجنس القريب مثل قولنا فى الانسان والفرس ان كليهما حيوان وفى المثلث المختلف الاضلاع والمتساوى الساقين ان كليهما مثلث وربما قيل ذلك فى الجنس البعيد مثل قولنا فى المثلث المتساوى الساقين والمتساوى الاضلاع ان كليهما شكل وقوله اذا كانت هى اخر صورة الجنس الاعلى انما قاله بدلا من الانواع الاخيرة لان الانواع الاخيرة هى اخر الصورة التى ينقسم اليها الجنس الاعلى مثل الشكل فان اخر ما ينقسم اليه هى المثلثات وقوله فانهما يقالان شكل واحد بعينه هو هو لان كليهما مثلثات يريد وانما كان الشكل جنسا عاليا وبعيدا من انواع المثلثات لانها انما تكون شكلا من قبل كونها مثلثا اى من قبل انها تجتمع فى الشكل من قبل اجتماعها فى المثلث وهذه هى صورة الجنس البعيد وقوله ولا تقال مثلثة بعينها يريد ان المثلث المختلف الاضلاع والمتساويها انما قيل فيهما انهما بالشكل واحد اى بالجنس البعيد من قبل ان المثلث ليس نوعا اخيرا وهو الذى دل عليه بقوله ولا تقال مثلثة بعينها اى ليس المثلث المطلق هو النوع الاخير والشكل هو الجنس القريب لهما اعنى انهما انما يلفيان داخلين تحت الشكل بوساطة دخولهما تحت النوع الاخير لانه لو كان ذلك كذلك لكان ليس بينه وبين الشكل واسطة
[11] Textus/Commentum
Page 536