146

Sharh Ma Bacd Tabica

شرح ما بعد الطبيعة

قال ارسطو ويقال طبيعة بنوع واحد تكون ما نجم كانه ناجم ما وايضا يقال طبيعة الذي منه ينجم الناجم اولا وهو فيه وايضا الذى منه الحركة الاولى فى كل واحد من الاشياء الطبيعية وهو فيها كما هو بحقيقته ويقال ينجم لجميع ما له نشوء فى اخر بالمماسة او بالملاحمة مثل الاجنة وبين المماسة والملاحمة فصل فان ما يماس ليس بمضطر ان يكون شىء اخر غير اللمس واما فى المتلاحمة فشىء ما لكليهما وهو المصيرها متلاحمة بدل المتماسة وان تكون واحدة بالاتصال والكمية لا بالكيفية وايضا يقال طبيعة الذى منه اولا هوية الشىء الطبيعى وكونه وهو غير منتقل ولا متغير عن قوته التى هى له مثل ما يقال النحاس طبيعة الصنم وآنية النحاس والخشب طبيعة انية الخشب وكذلك سائر الاشياء فان كل واحد من الاشياء من هذه والهيولى الاولى فيها مسلمة وبهذا النوع قالوا ان الاسطقسات طبيعة الاشياء الطبيعية وقال بعضهم انها الماء وقال بعضهم الارض وبعضهم النار وبعضهم الهواء وبعضهم قال شيئا اخر مثل هذا وبعضهم قال بعض هذه وبعضهم قال جميعها وايضا يقال طبيعة بنوع اخر انها جوهر الاشياء الطبيعية مثل الذين يقولون ان الطبيعة التركيب الاول او كما قال ابن دقليس ان طبيعة الهويات ليست هى شيئا اخر الا خلط وبدل فقط للاشياء المختلطة وعلى هذه الاشياء يسمون الناس الطبيعة ولذلك جميع ما هو بالطباع او يكون من شىء هو منه ومنه طبع تكوينه او انيته لا نقول ان له طبيعة ان لم يكن له صورته ومثاله فان الطبيعة هى التى من هذين مثل الحيوان واعضاء الحيوان وتقال طبيعة الهيولى الاولى وهذه تقال على نوعين فانها تقال اولا بالاضافة الى شىء واولا بالحقيقة مثل الاشياء المصنوعة من نحاس فان النحاس اذا اضيف الى هذه هو اول وخليق ان يقال اول بالحقيقة للماء ان كان جميع الذائبة ماء وتقال طبيعة الصورة والجوهر وهذا هو نهاية التكون وانما يقال للصور ولجميع الجواهر طبيعة للحاق اسم بها لان الطبيعة جوهر ما ايضا فبين مما قيل ان الطبيعة الاولى التى تقال بالحقيقة هى جوهر الاشياء التى لها ابتداء حركة فيها على كنهها والهيولى تقال طبيعة لانها تقبل هذه وكذلك الكون ونجوم الناجم لانها حركات من الطبيعة ولانها بعينها ابتداء حركات الاشياء الطبيعية وهى فيها بنوع مبسوط اما بالقوة واما بالفعل التفسير لما كان اسم الطبيعة من الاشياء التى تقال على العلل وعلى كل ما هو من اسباب العلل وكان هذا العلم ينظر فى العلل كان واجبا ايضا على صاحب هذا العلم ان يفصل على كم نوع يقال الطبيعة وان يعرف اى احق بهذا الاسم واى هو الاول الذى اليه ينسب هذا المعنى وذلك ان اسم الطبيعة على هذا الوجه اعم من اسم الطبيعة الذى يستعمله صاحب العلم الطبيعى وايضا فان صاحب هذا العلم هو الذى يتكلم مع من ينكر وجود الطبيعة وهو الذى يفحص عن اسبابها وقد كان ابن سينا يعتقد انه الذى يبرهن وجودها وان صاحب العلم الطبيعى يتسلم وجودها من صاحب هذا العلم وليس كما ظن وقد بينا ذلك فى العلم الطبيعى فقوله ويقال طبيعة لكل ما نجم كانه ناجم يريد بالناجم النامى والناشئ من الشىء بعد ان لم يكن فيه اعنى المتميز من الشىء بخلقته وهو به متصل فكانه اراد ان الطبيعة تقال على نجوم الناجم ونشء الناشئ المتميز بخلقته وصورته عن الذى نشأ فيه مثل الاجنة والثمار والزروع وفى هذا الجنس تدخل المتكونات من ذاتها والنجوم فى لغة العرب اصله الظهور يقال نجم النبت اذا ظهر ونجم القرن اذا ظهر وايضا من هنا سمى النبات عندهم نجما وقد قيل ان النجوم انما سميت نجوما لانها تطلع وتظهر بعد ان لم تكن فعلى هذا يقال طبيعة لكل ما برز وظهر من شىء ما بعد ان لم يكن وكانه اسم يدل على مجموع الظهور والنشء لشىء فى شىء او من شىء ثم قال وايضا يقال طبيعة للذى منه ينجم الناجم اولا وهو فيه يريد ويقال طبيعة على الشىء الذى منه ينجم الناجم اولا وهو فيه ثم قال ويقال ينجم لجميع ما له نشوء فى اخر بالمماسة او بالملاحمة مثل الاجنة يريد ويقال ينجم لجميع ما ينشأ فى شىء اخر ويتصل به اما بالمماسة واما بالملاحمة مثل الاجنة التى تنشأ متصلة بالحوامل ومثل الثمار والبزور التى تنشأ متلاحمة او متماسة لذوى البزور وفى هذا النوع تدخل اجزاء الاعضاء المتصلة بعضها ببعض اما بالمماسة او بالالتحام ثم قال وبين المماسة والملاحمة فصل فان ما يماس ليس بمضطر ان يكون شىء اخر غير اللمس واما فى المتلاحمة فشىء ما لكليهما يريد والمتماسة ليس يكون المجموع منها واحدا بشىء تشترك فيه واما الملتحمة فانها تكون واحدة بشىء ملتحم به وتشترك فيه الملتحمة او الشيئين الملتحمين وهذا هو الذى دل عليه بقوله واما فى المتلاحمة فشىء ما لكليهما اى فتلتحم بشىء مشترك لهما وتصير واحدة بذلك الشىء ثم فسر هذا المعنى فقال وهو المصيرها متلاحمة بدل المتماسة وان تكون واحدة بالاتصال والكمية لا بالكيفية يريد والشىء الذى به يكون الالتحام هو الذى يصير الاشياء الملتحمة واحدة بالاتصال اى غير منقسمة بالكمية ولا واحدة بالكيفية وانما قال ذلك لان المتلاحمات ليست واحدة بالكيفية وانما هى واحدة بالاتصال والكمية بخلاف المختلطات فان هذه هى التى ترجع واحدة بالكيفية ثم قال وايضا يقال طبيعة الذى منه اولا هوية الشىء الطبيعى وكونه وهو لا منتقل ولا متغير عن قوته التى له مثل ما يقال النحاس طبيعة الصنم وانية النحاس والخشب طبيعة انية الخشب يريد ويقال طبيعة لعنصر الشىء الذى منه يتكون الشىء من غير ان يتغير طبيعته مثل النحاس الذى يتكون منه الصنم فانه اذا تكون منه الصنم بقى النحاس نحاسا وكذلك الشىء المنحوت من الخشب يبقى فيه طبيعة الخشب ثم قال وكذلك سائر الاشياء فان كل واحد من الاشياء من هذه والهيولى فيها مسلمة يريد وكذلك الامر فى سائر الاشياء المتكونة من مثل هذه الاشياء فان طبيعة كل واحد من هذه هى طبيعة الهيولى من غير ان تتغير وهو الذى اراد بقوله مسلمة˹ ثم قال وبهذا النوع قالوا ان الاسطقسات طبيعة الاشياء الطبيعية وقال بعضهم انها النار وبعضهم الارض وبعضهم الهواء وبعضهم الماء وبعضهم قال شيئا اخر مثل هذا وبعضهم قال بعض هذه وبعضهم قال جميعها يريد وبهذا النوع من اسم الطبيعة قالوا ان الاشياء الطبيعية طبيعتها هى طبيعة الاسطقسات وهذا الراى فى الهيولى هو راى من يجحد وجود الصورة وليس يرى هاهنا جوهرا الا الهيولى فقط ولذلك كان القدماء يعتقدون فى طبائع الاشياء انها طبيعة الاسطقسات وكان يعتقد كل فريق منهم فى طبائع الاشياء بحسب ما كان يعتقد فى الاسطقس فمن كان يعتقد منهم ان الاسطقس ارض كان يرى فى طبائع الاشياء كلها انها ارض او ارضية ومن كان يعتقد منهم ان الاسطقس هو النار كان يعتقد فى طبائع الاشياء انها نار او نارية ثم قال وايضا يقال طبيعة بنوع اخر انها جوهر الاشياء الطبيعية مثل الذين يقولون ان الطبيعة التركيب الاول او كما قال ابن دقليس ان طبيعة الهويات ليست هى شيئا اخر الا خلط وبدل فقط للاشياء المختلطة يريد وايضا يقال طبيعة بنوع ثالث على الشىء الذى هو جوهر الاشياء الطبيعية المعطى فى جواب ما هو وهو الصورة مثل ما قال بعضهم ان الطبيعة فى الاشياء الطبيعية هى بنية التركيب الاول الذى لموجود موجود من الاشياء الطبيعية وذلك ان من يرى ان الاسطقسات ليست تختلط وانها موجودة بالفعل فى الشىء الذى هى له اسطقسات فليس تكون عنده صورة الشىء المتولد عن الاسطقسات الا فى التركيب والشكل كالحال فى البيت الذى يتكون من الحجارة واللبن وقوله او كما قال ابن دقليس يريد او مثل ما قال ابن دقليس ان الاختلاط وتبدل الاشياء المختلطة فى المختلط هو طبيعة الاشياء المتكونة اى ان صورة الاشياء المتكونة وجوهرها هى فى الاختلاط والتبدل يعنى تبدل الاجزاء وهذا الرجل وان كان صرح باسم الاختلاط فما كان من اعتقاده الاختلاط الحقيقى على ما حكى عنه فى غير ما موضع ارسطو وانما يريد بالاختلاط التركيب ثم قال وعلى هذه الاشياء يسمى الناس الطبيعة ولذلك جميع ما هو بالطباع او يكون من شىء هو منه ومنه طبع تكوينه وانيته لا نقول ان له طبيعة ان لم يكن له صورته ومثاله يريد والدليل على ان الطبيعة تطلق على اسم الصورة ان جميع الناس لا يقولون فيما من شانه ان يتكون من قبل ان يتكون ان له طبيعة ما لم تحصل له صورته ومثاله كما لا يقال فى شىء من الامور الصناعية انه مصنوع ما لم تحصل له الصورة وقوله فان الطبيعة هى التى من هذين مثل الحيوان واعضاء الحيوان يريد فان الاشياء الطبيعية قوامها من هاتين الطبيعتين اعنى الصورة والمادة مثل الحيوان واعضاء الحيوان اعنى ان كليهما مركب من مادة وصورة ثم قال وتقال طبيعة الهيولى الاولى وهذه تقال على نوعين فانها تقال اولا بالاضافة الى شىء واولى بالحقيقة يريد والطبيعة تقال على الهيولى والهيولى على نوعين احدهما الهيولى الاولى المشتركة للجميع والثانى الهيولى الخاصة بموجود موجود ثم اتا بمثال ذلك فقال مثل الاشياء المصنوعة من النحاس فان النحاس اذا اضيف الى هذه هو اول وخليق ان يقال اول بالحقيقة للماء ان كان جميع الذائبة ماء يريد مثال الهيولى الاولى القريبة التى يقال فيها انها اولى بالاضافة الى جنس ما او نوع ما النحاس لجميع ما يصنع منه ومثال الهيولى التى هى اولى بالحقيقة للاشياء التى تصنع من النحاس هو الماء ان كان الماء هو الهيولى الاولى للذائبات التى النحاس واحد منها ثم قال وتقال طبيعة الصورة والجوهر وهذا هو نهاية التكون وانما يقال للصور ولجميع الجواهر طبيعة للحاق اسم بها لان الطبيعة جوهر ما ايضا يريد وانما قيل اسم الطبيعة على الصورة وجل سائر الجواهر اعنى المادة والمجموع من المادة والصورة على جهة ما يلحق اسم الشىء الحقيقى على ما هو فيه معنى منه لان اسم الطبيعة بالحقيقة انما يختص بجوهر ما وهو الصورة واما سائر ما يقال عليه من الجواهر طبيعة بالاضافة الى جنس ما او نوع ما فبتاخير عن هذه وعلى جهة نقل الاسم من السبب الى المسبب ثم قال فبين مما قيل ان الطبيعة الاولى التى تقال بالحقيقة هى جوهر الاشياء التى لها ابتداء حركة فيها على كنهها والهيولى تقال طبيعة لانها تقبل هذه وكذلك الكون ونجوم الناجم لانها حركات من الطبيعة ولانها بعينها ابتداء حركة للاشياء الطبيعية وهى فيها بنوع متوسط اما بالقوة واما بالفعل يريد فقد تبين مما قيل ان اسم الطبيعة انما يقال اولا على الجوهر الذى هو الصورة الذى هو مبدا الحركة فى الاشياء الطبيعية بالذات واولا وانه انما يقال فى الهيولى طبيعة لانها تقبل هذه الطبيعة ويقال فى حركة الكون وحركة النمو انها ايضا طبيعة لانها طريق الى هذه الطبيعة التى هى الصورة ومبدا لها والصورة فيها موجودة بنوع متوسط اعنى فى الحركة بين القوة المحضة والفعل المحض اى جزء منها بالقوة وجزء بالفعل

˺القول

[٣] فى المضطر˹

[6] Textus/Commentum

Page 515