قال ارسطو ويقال طبيعة بنوع واحد تكون ما نجم كانه ناجم ما وايضا يقال طبيعة الذي منه ينجم الناجم اولا وهو فيه وايضا الذى منه الحركة الاولى فى كل واحد من الاشياء الطبيعية وهو فيها كما هو بحقيقته ويقال ينجم لجميع ما له نشوء فى اخر بالمماسة او بالملاحمة مثل الاجنة وبين المماسة والملاحمة فصل فان ما يماس ليس بمضطر ان يكون شىء اخر غير اللمس واما فى المتلاحمة فشىء ما لكليهما وهو المصيرها متلاحمة بدل المتماسة وان تكون واحدة بالاتصال والكمية لا بالكيفية وايضا يقال طبيعة الذى منه اولا هوية الشىء الطبيعى وكونه وهو غير منتقل ولا متغير عن قوته التى هى له مثل ما يقال النحاس طبيعة الصنم وآنية النحاس والخشب طبيعة انية الخشب وكذلك سائر الاشياء فان كل واحد من الاشياء من هذه والهيولى الاولى فيها مسلمة وبهذا النوع قالوا ان الاسطقسات طبيعة الاشياء الطبيعية وقال بعضهم انها الماء وقال بعضهم الارض وبعضهم النار وبعضهم الهواء وبعضهم قال شيئا اخر مثل هذا وبعضهم قال بعض هذه وبعضهم قال جميعها وايضا يقال طبيعة بنوع اخر انها جوهر الاشياء الطبيعية مثل الذين يقولون ان الطبيعة التركيب الاول او كما قال ابن دقليس ان طبيعة الهويات ليست هى شيئا اخر الا خلط وبدل فقط للاشياء المختلطة وعلى هذه الاشياء يسمون الناس الطبيعة ولذلك جميع ما هو بالطباع او يكون من شىء هو منه ومنه طبع تكوينه او انيته لا نقول ان له طبيعة ان لم يكن له صورته ومثاله فان الطبيعة هى التى من هذين مثل الحيوان واعضاء الحيوان وتقال طبيعة الهيولى الاولى وهذه تقال على نوعين فانها تقال اولا بالاضافة الى شىء واولا بالحقيقة مثل الاشياء المصنوعة من نحاس فان النحاس اذا اضيف الى هذه هو اول وخليق ان يقال اول بالحقيقة للماء ان كان جميع الذائبة ماء وتقال طبيعة الصورة والجوهر وهذا هو نهاية التكون وانما يقال للصور ولجميع الجواهر طبيعة للحاق اسم بها لان الطبيعة جوهر ما ايضا فبين مما قيل ان الطبيعة الاولى التى تقال بالحقيقة هى جوهر الاشياء التى لها ابتداء حركة فيها على كنهها والهيولى تقال طبيعة لانها تقبل هذه وكذلك الكون ونجوم الناجم لانها حركات من الطبيعة ولانها بعينها ابتداء حركات الاشياء الطبيعية وهى فيها بنوع مبسوط اما بالقوة واما بالفعل التفسير لما كان اسم الطبيعة من الاشياء التى تقال على العلل وعلى كل ما هو من اسباب العلل وكان هذا العلم ينظر فى العلل كان واجبا ايضا على صاحب هذا العلم ان يفصل على كم نوع يقال الطبيعة وان يعرف اى احق بهذا الاسم واى هو الاول الذى اليه ينسب هذا المعنى وذلك ان اسم الطبيعة على هذا الوجه اعم من اسم الطبيعة الذى يستعمله صاحب العلم الطبيعى وايضا فان صاحب هذا العلم هو الذى يتكلم مع من ينكر وجود الطبيعة وهو الذى يفحص عن اسبابها وقد كان ابن سينا يعتقد انه الذى يبرهن وجودها وان صاحب العلم الطبيعى يتسلم وجودها من صاحب هذا العلم وليس كما ظن وقد بينا ذلك فى العلم الطبيعى فقوله ويقال طبيعة لكل ما نجم كانه ناجم يريد بالناجم النامى والناشئ من الشىء بعد ان لم يكن فيه اعنى المتميز من الشىء بخلقته وهو به متصل فكانه اراد ان الطبيعة تقال على نجوم الناجم ونشء الناشئ المتميز بخلقته وصورته عن الذى نشأ فيه مثل الاجنة والثمار والزروع وفى هذا الجنس تدخل المتكونات من ذاتها والنجوم فى لغة العرب اصله الظهور يقال نجم النبت اذا ظهر ونجم القرن اذا ظهر وايضا من هنا سمى النبات عندهم نجما وقد قيل ان النجوم انما سميت نجوما لانها تطلع وتظهر بعد ان لم تكن فعلى هذا يقال طبيعة لكل ما برز وظهر من شىء ما بعد ان لم يكن وكانه اسم يدل على مجموع الظهور والنشء لشىء فى شىء او من شىء ثم قال وايضا يقال طبيعة للذى منه ينجم الناجم اولا وهو فيه يريد ويقال طبيعة على الشىء الذى منه ينجم الناجم اولا وهو فيه ثم قال ويقال ينجم لجميع ما له نشوء فى اخر بالمماسة او بالملاحمة مثل الاجنة يريد ويقال ينجم لجميع ما ينشأ فى شىء اخر ويتصل به اما بالمماسة واما بالملاحمة مثل الاجنة التى تنشأ متصلة بالحوامل ومثل الثمار والبزور التى تنشأ متلاحمة او متماسة لذوى البزور وفى هذا النوع تدخل اجزاء الاعضاء المتصلة بعضها ببعض اما بالمماسة او بالالتحام ثم قال وبين المماسة والملاحمة فصل فان ما يماس ليس بمضطر ان يكون شىء اخر غير اللمس واما فى المتلاحمة فشىء ما لكليهما يريد والمتماسة ليس يكون المجموع منها واحدا بشىء تشترك فيه واما الملتحمة فانها تكون واحدة بشىء ملتحم به وتشترك فيه الملتحمة او الشيئين الملتحمين وهذا هو الذى دل عليه بقوله واما فى المتلاحمة فشىء ما لكليهما اى فتلتحم بشىء مشترك لهما وتصير واحدة بذلك الشىء ثم فسر هذا المعنى فقال وهو المصيرها متلاحمة بدل المتماسة وان تكون واحدة بالاتصال والكمية لا بالكيفية يريد والشىء الذى به يكون الالتحام هو الذى يصير الاشياء الملتحمة واحدة بالاتصال اى غير منقسمة بالكمية ولا واحدة بالكيفية وانما قال ذلك لان المتلاحمات ليست واحدة بالكيفية وانما هى واحدة بالاتصال والكمية بخلاف المختلطات فان هذه هى التى ترجع واحدة بالكيفية ثم قال وايضا يقال طبيعة الذى منه اولا هوية الشىء الطبيعى وكونه وهو لا منتقل ولا متغير عن قوته التى له مثل ما يقال النحاس طبيعة الصنم وانية النحاس والخشب طبيعة انية الخشب يريد ويقال طبيعة لعنصر الشىء الذى منه يتكون الشىء من غير ان يتغير طبيعته مثل النحاس الذى يتكون منه الصنم فانه اذا تكون منه الصنم بقى النحاس نحاسا وكذلك الشىء المنحوت من الخشب يبقى فيه طبيعة الخشب ثم قال وكذلك سائر الاشياء فان كل واحد من الاشياء من هذه والهيولى فيها مسلمة يريد وكذلك الامر فى سائر الاشياء المتكونة من مثل هذه الاشياء فان طبيعة كل واحد من هذه هى طبيعة الهيولى من غير ان تتغير وهو الذى اراد بقوله مسلمة˹ ثم قال وبهذا النوع قالوا ان الاسطقسات طبيعة الاشياء الطبيعية وقال بعضهم انها النار وبعضهم الارض وبعضهم الهواء وبعضهم الماء وبعضهم قال شيئا اخر مثل هذا وبعضهم قال بعض هذه وبعضهم قال جميعها يريد وبهذا النوع من اسم الطبيعة قالوا ان الاشياء الطبيعية طبيعتها هى طبيعة الاسطقسات وهذا الراى فى الهيولى هو راى من يجحد وجود الصورة وليس يرى هاهنا جوهرا الا الهيولى فقط ولذلك كان القدماء يعتقدون فى طبائع الاشياء انها طبيعة الاسطقسات وكان يعتقد كل فريق منهم فى طبائع الاشياء بحسب ما كان يعتقد فى الاسطقس فمن كان يعتقد منهم ان الاسطقس ارض كان يرى فى طبائع الاشياء كلها انها ارض او ارضية ومن كان يعتقد منهم ان الاسطقس هو النار كان يعتقد فى طبائع الاشياء انها نار او نارية ثم قال وايضا يقال طبيعة بنوع اخر انها جوهر الاشياء الطبيعية مثل الذين يقولون ان الطبيعة التركيب الاول او كما قال ابن دقليس ان طبيعة الهويات ليست هى شيئا اخر الا خلط وبدل فقط للاشياء المختلطة يريد وايضا يقال طبيعة بنوع ثالث على الشىء الذى هو جوهر الاشياء الطبيعية المعطى فى جواب ما هو وهو الصورة مثل ما قال بعضهم ان الطبيعة فى الاشياء الطبيعية هى بنية التركيب الاول الذى لموجود موجود من الاشياء الطبيعية وذلك ان من يرى ان الاسطقسات ليست تختلط وانها موجودة بالفعل فى الشىء الذى هى له اسطقسات فليس تكون عنده صورة الشىء المتولد عن الاسطقسات الا فى التركيب والشكل كالحال فى البيت الذى يتكون من الحجارة واللبن وقوله او كما قال ابن دقليس يريد او مثل ما قال ابن دقليس ان الاختلاط وتبدل الاشياء المختلطة فى المختلط هو طبيعة الاشياء المتكونة اى ان صورة الاشياء المتكونة وجوهرها هى فى الاختلاط والتبدل يعنى تبدل الاجزاء وهذا الرجل وان كان صرح باسم الاختلاط فما كان من اعتقاده الاختلاط الحقيقى على ما حكى عنه فى غير ما موضع ارسطو وانما يريد بالاختلاط التركيب ثم قال وعلى هذه الاشياء يسمى الناس الطبيعة ولذلك جميع ما هو بالطباع او يكون من شىء هو منه ومنه طبع تكوينه وانيته لا نقول ان له طبيعة ان لم يكن له صورته ومثاله يريد والدليل على ان الطبيعة تطلق على اسم الصورة ان جميع الناس لا يقولون فيما من شانه ان يتكون من قبل ان يتكون ان له طبيعة ما لم تحصل له صورته ومثاله كما لا يقال فى شىء من الامور الصناعية انه مصنوع ما لم تحصل له الصورة وقوله فان الطبيعة هى التى من هذين مثل الحيوان واعضاء الحيوان يريد فان الاشياء الطبيعية قوامها من هاتين الطبيعتين اعنى الصورة والمادة مثل الحيوان واعضاء الحيوان اعنى ان كليهما مركب من مادة وصورة ثم قال وتقال طبيعة الهيولى الاولى وهذه تقال على نوعين فانها تقال اولا بالاضافة الى شىء واولى بالحقيقة يريد والطبيعة تقال على الهيولى والهيولى على نوعين احدهما الهيولى الاولى المشتركة للجميع والثانى الهيولى الخاصة بموجود موجود ثم اتا بمثال ذلك فقال مثل الاشياء المصنوعة من النحاس فان النحاس اذا اضيف الى هذه هو اول وخليق ان يقال اول بالحقيقة للماء ان كان جميع الذائبة ماء يريد مثال الهيولى الاولى القريبة التى يقال فيها انها اولى بالاضافة الى جنس ما او نوع ما النحاس لجميع ما يصنع منه ومثال الهيولى التى هى اولى بالحقيقة للاشياء التى تصنع من النحاس هو الماء ان كان الماء هو الهيولى الاولى للذائبات التى النحاس واحد منها ثم قال وتقال طبيعة الصورة والجوهر وهذا هو نهاية التكون وانما يقال للصور ولجميع الجواهر طبيعة للحاق اسم بها لان الطبيعة جوهر ما ايضا يريد وانما قيل اسم الطبيعة على الصورة وجل سائر الجواهر اعنى المادة والمجموع من المادة والصورة على جهة ما يلحق اسم الشىء الحقيقى على ما هو فيه معنى منه لان اسم الطبيعة بالحقيقة انما يختص بجوهر ما وهو الصورة واما سائر ما يقال عليه من الجواهر طبيعة بالاضافة الى جنس ما او نوع ما فبتاخير عن هذه وعلى جهة نقل الاسم من السبب الى المسبب ثم قال فبين مما قيل ان الطبيعة الاولى التى تقال بالحقيقة هى جوهر الاشياء التى لها ابتداء حركة فيها على كنهها والهيولى تقال طبيعة لانها تقبل هذه وكذلك الكون ونجوم الناجم لانها حركات من الطبيعة ولانها بعينها ابتداء حركة للاشياء الطبيعية وهى فيها بنوع متوسط اما بالقوة واما بالفعل يريد فقد تبين مما قيل ان اسم الطبيعة انما يقال اولا على الجوهر الذى هو الصورة الذى هو مبدا الحركة فى الاشياء الطبيعية بالذات واولا وانه انما يقال فى الهيولى طبيعة لانها تقبل هذه الطبيعة ويقال فى حركة الكون وحركة النمو انها ايضا طبيعة لانها طريق الى هذه الطبيعة التى هى الصورة ومبدا لها والصورة فيها موجودة بنوع متوسط اعنى فى الحركة بين القوة المحضة والفعل المحض اى جزء منها بالقوة وجزء بالفعل
˺القول
[٣] فى المضطر˹
[6] Textus/Commentum
Page 515