139

Sharh Ma Bacd Tabica

شرح ما بعد الطبيعة

قال ارسطو وانما حدث هذا الظن لبعض الناس كاراء اخر عجيبة خارجة عن الظنون من اجل انهم لم يقدروا على حل اقاويل من نازعهم فلما قصروا عنهم فى المنطق قالوا بقولهم وحققوا قياسهم وما جمعوا فبعضهم يقول بهذه الاقاويل لهذه العلة وبعضهم لانهم يطلبون كلمة لجميع الاشياء والابتداء فى جميع هذه الاشياء يكون من الحد والحد يكون الذى يدل على الشىء باضطرار فان الكلمة التى يدل عليها الاسم هى حد ويشبه ان يكون قول ابروقليطس يثبت ان جميع الاشياء حق وان ليس جميعها حق واما قول انكساغورش فيوجب ان شيئا فيما بين طرفى النقيض فاذا كلها كذب فانها اذا اختلطت فان الخلط ليس هو خيرا ولا لا خيرا فاذا ليس يمكن ان يقال شىء بالحقيقة فاذ قد فصلنا هذه الاشياء فقد تبين انه لا يمكن ان تكون الاشياء التى تقال بنوع بنوع واحد ايضا ولا التى تقال على الكل كما قال بعض الناس فان بعضهم قال انه ليس شىء حقا يكون ولا واحد ناقص عن الرومى هذه الاقاويل كاقاويل ابروقليطس بعينها فان الذى يقول انها كلها صادقة وكاذبة قولا يفرق بين هذين القولين ويقول بكل واحد منهما فاذ تلك لا تمكن فهذه ايضا تبين انها لا تمكن وذلك يتبين ايضا من ان النقيضة هى التى لا يمكن ان تكون صادقة معا ولا كاذبة كلها وان كان يظن مما قيل ان ذلك يمكن ولا كن ينبغى ان تكون شروط على جميع من كان مثل هولاء كما قيل فى الاقاويل المتقدمة ان الشىء وان ليس هو بل يدل على شىء فاذا نناظرهم من الحد اذا وجدنا على ما يدل الصدق التفسير قوله وانما حدث هذا الظن لبعض الناس كآراء اخر عجيبة خارجة عن الظنون من اجل انهم لم يقدروا على حل اقاويل من نازعهم يريد وبعض الناس حدث لهم هذا الظن العجيب مثل ما تحدث سائر الاراء العجيبة التى لا يظن ان انسانا يقول بها من قبل انهم لما سمعوا شكوك القائلين بهذا الراى الفاسد على اهل الحق لم يقدروا ان يحلوا شكوكهم ثم قال فلما قصروا عنهم فى المنطق قالوا بقولهم يريد فلما لم يقدروا ان يحلوا الشكوك والشبه التى بها نصروا هذا الراى قالوا به واعتقدوه واجتهدوا فى جميع الاشياء التى تثبته وفى تحقيق قياسهم ثم قال فبعضهم يقول بهذه الاقاويل لهذه العلة وبعضهم لانهم يطلبون كلمة لجميع الاشياء يريد ان بعضهم كان يقول بهذه الاقاويل لمكان الشبه العارضة لهم من الحس وما يظهر من الكون والفساد وبعضهم كان يقول بها لاعتقادهم انه ينبغى ان يكون لجميع الاشياء حدود ضرورية ان كان الحق موجودا فلما لم يجدوا للمحسوسات حدودا ضرورية نفوا العلم يشير بذلك الى ابروقليطس ثم قال والابتداء فى جميع هذه الاشياء يكون من الحد يريد وابتداء القول فى مناظرة هولاء فى جميع هذه الاقاويل يكون من تصحيح الحدود اعنى ان للاشياء المختلفة حدودا مختلفة فانهم ان اعترفوا بذلك بطلت اقاويلهم وان لم يعترفوا به بطلت مناطقتهم لانه اذا ارتفعت الحدود ارتفعت الاسماء واذا ارتفعت الاسماء ارتفع القول ثم قال والحد يكون الذى يدل على الشىء باضطرار فان الكلمة التى يدل عليها الاسم هو حد يريد والحد هو الذى يدل على ما يدل عليه الاسم فان القول الذى يدل عليه هو حد باضطرار يريد فى الانواع لا فى الاشخاص وانما قال ذلك ليتبين انه اذا سلم ان للانواع اسماء خاصة انه يلزم ان تكون لها حدود خاصة وضرورية لكون النوع ضروريا واذا كان ذلك كذلك فحد الموجبة غير حد السالبة وليس يمكن ان تكون الموجبة والسالبة لذلك شيئا واحدا ولا يمكن ان يكون كل شىء فى كل شىء كما لا يمكن ايضا ان تكون العلوم كلها كذبا الا انه ليس الاشياء فى تغير دائم كما زعم من غلط فظن انه ليس هاهنا شىء له حد ضرورى لكون الاشياء فى تغيير دائم ثم قال ويشبه ان يكون قول ابروقليطس يثبت ان جميع الاشياء حق وان ليس جميعها حقا يريد ويشبه ان يكون اللازم عن قول ابروقليطس ان جميع الاشياء فى تغير دائم ان جميع الاقاويل كلها حق وكلها ايضا كذب يريد لا انها كلها كذب كما كان يزعم ابروقليطس وذلك ان التغيير لما كان وسطا بين الوجود والعدم صدق عليه انه ليس بموجود ولا معدوم وليس موجودا معدوما معا وذلك ان الحركة مركبة من وجود وعدم ولذلك قيل فى حدها انها كمال ما بالقوة من جهة ما هو بالقوة وقوله واما قول انكساغورش فيوجب ان شيئا فيما بين طرفى النقيض يريد ان المتوسط لما كان ليس واحدا من الطرفين وكان انكساغورش يقول بالخليط الذى هو لا موجود ولا معدوم لزم ان يقول بوسط بين الموجود والمعدوم ثم قال فاذا كلها كذب لان الخلط ليس له حد يريد ان الموجبة والسالبة تكذبان معا على الخليط فتكون الاعتقادات كلها كذبا ثم قال فاذ قد فصلنا هذه الاشياء قد تبين انه لا يمكن ان تكون الاشياء التى تقال بنوع بنوع واحد ولا التى تقال على الكل كما قال بعض الناس فان بعضهم قال ليس شىء حقا يكون ولا واحد يريد فقد تبين انه لا يمكن ان تكون الاشياء الجزئية ولا الكلية كما قال بعض الناس انه ليس ولا واحد منها حقا وانها كلها كذب ووجدنا عوض النقصان فى ترجمة ˺واما أولئك فانها كلها صادقة يريد فقد تبين ان قول القائل ان الاشياء كلها كاذبة كاذب وكذلك قول من قال انها كلها صادقة ويشبه ان يكون ايضا نقص واذا كذب ان الاوائل كلها كاذبة وانها كلها صادقة فان القول بانها كلها كاذبة وصادقة معا كذب ايضا ˺كاقاويل ابروقليطس˹ وقوله فان الذى يقول انها كلها صادقة وكاذبة قد لا يفرق بين هذين القولين ويقول بكل واحد منهما يريد ان صاحب هذا القول قد يجمع القولين ولا يعدهما متناقضين ثم قال فاذ تلك لا تمكن فهذه ايضا تبين انها لا تمكن يريد ... ثم قال وذلك يتبين ايضا من ان النقيضة لا يمكن ان تكون صادقة معا يريد والقول فيها انها صادقة وكاذبة معا يتبين مما بينا به ان المتناقضين يقتسمان الصدق والكذب وانه لا بد ان يكون احدهما صادقا والاخر كاذبا ثم قال وان كان يظن مما قيل ان ذلك ممكن يريد وان كان قد يظن من الشبه التى قيلت ان ذلك ممكن اعنى شبهة من قال ان النقائض كلها صادقة ثم قال ولا كن ينبغى ان تكون شروط على جميع من كان مثل هولاء كما قيل فى الاقاويل المتقدمة ان الشىء او ان ليس هو بل يدل على شىء يريد ولا كن ينبغى اذا اردنا مناظرة هولاء فى هذه الثلثة الاراء ان نشترط عليهم شروطا اما ان يلتزموها واما ان ينكروها كما فعلنا ذلك فيما تقدم وذلك بان نسئلهم هل قولنا فى الشىء انه هو وانه ليس هو يدل واحد منهما على معنى له حد غير حد المعنى الذى يدل عليه الاخر او ليس يدل واحد منهما على معنى فان سلموا انه يدل على معنى اخر سالناهم عن حد ذلك المعنى وناظرناهم ولذلك قال بل يدل على شىء فاذا نناظرهم من الحد اذا وجدنا على ما ذا يدل الصدق يريد فاذا سلموا ان الالفاظ تدل على اشياء محدودة ناظرناهم من الحدود يعنى من حد الصدق والكذب وحدود ذلك

[29] Textus/Commentum

Page 466