قال ارسطو وايضا ان كان اذا كانت الموجبة حقا كانت السالبة كذبا واذا كانت هذه حقا كانت الموجبة كذبا فليس بحق ان تصدق الموجبة والسالبة فى شىء واحد معا وخليق ان يقولوا هذا هو الموضوع الاول وايضا ان كان الذى يظن كيف الاشياء او كيف ليس هى يلحقه الكذب والذى يظن كليهما يصدق فالقول فى ذلك ان طبيعة الهويات على هذه الحال وان كان لا يصدق بل يصدق اكثر من الذى يرى ذلك الراى الذى يظن كيف الهويات فانه سيكون هذا ايضا حقا وليس بحق وان كانوا اجمعين يكذبون بالسوية ولا يقولون حقا فليس لقائل مثل هذا قول فانه يقول اشياء ولا يقول معا وان كان لا يظن شيئا بل ظنه وغير ظنه يكون شيئا واحدا فاى فصل بينه وبين النبات التفسير يريد واذا تقرر من هذه الاشياء كلها انه اذا كانت الموجبة حقا كانت السالبة كذبا واذا كانت السالبة حقا كانت الموجبة كذبا فليس بحق قولنا ان الموجبة والسالبة تصدقان معا فى شىء واحد بعينه ثم قال وخليق ان يقولوا هذا هو الموضوع الاول يريد وخليق لكل مناظر ومتكلم ان يسلم ان هذا هو الموضوع الاول اعنى ان الموجبة والسالبة تقتسمان الصدق والكذب ثم عاد الى ذكر الشناعات التى تلزمهم فقال وايضا ان كان الذى يظن كيف الاشياء او كيف ليس هى يلحقه الكذب والذى يظن كليهما يصدق فالقول فى ذلك ان طبيعة الهويات على هذه الحال يريد وان كان الذى يظن ان احد المتقابلين هو الصادق اما ان الشىء كذا او ليس بكذا يكذب والذى يظن كليهما يصدق فواجب ان تكون طبيعة الموجودات بهذه الحال اى تكون موجودة معدومة معا ثم قال وان كان لا يصدق بل يصدق اكثر من الذى يرى ذلك الراى الذى يظن كيف الهويات فانه سيكون هذا حقا وليس بحق معا يريد وان كان لا يصدق فقط الذى يرى ان الايجاب والسلب صادقان معا بل يكون اكثر صدقا من الذى يرى ان الايجاب والسلب يقتسمان الصدق والكذب وكان المتقابلان اللذان هما صادق ولا صادق يصدقان معا فسيكون قول كل واحد منهم حقا ليس بحق فيكذبون بالسوية ويصدقون بالسوية واذا كان ذلك كذلك لم يكن هاهنا نطق وكان الانسان بمنزلة النبات وهذا هو الذى دل عليه بقوله وان كانوا يكذبون جميعا بالسوية ولا يقولون حقا فليس لقائل مثل هذا قول يريد وان اعتقدوا ان كل ايجاب وسلب يجتمعان وان كل قول يصدق ويكذب على السواء فليس لمن يعتقد هذا الاعتقاد قول ثم قال فانه يقول شيئا ولا يقول شيئا يريد فانه يتكلم بلسانه ولا يقول شيئا لانه اذا قال لم يقل ثم قال وان كان لا يظن شيئا بل ظنه وغير ظنه يكون شيئا واحدا فاى فصل بينه وبين النبات يريد وان كان لا يظن شيئا دون شىء ولا حالة دون حالة فاى فصل بينه وبين النبات والجمادات فان الناطق انما انفصل عن الجمادات بالادراكات والظنون المحدودة اعنى بالظن بان كذا هو كذا او ليس كذا
[18] Textus/Commentum
Page 396