قال ارسطو وينبغى للفيلسوف ان يقوى على النظر فى جميع هذه الاشياء فانه ان لم يكن ذلك للفيلسوف فلمن يجب الفحص عن قول القائل ان سقراط قائم وعن قول القائل ان سقراط قاعد ان كان هذان القولان شيئا واحدا بعينه وان كان يضاد الواحد للواحد وما الضد وبكم نوع يقال وكذلك سائر الاشياء التى تشبه هذه فاذ كانت هذه الاشياء وما اشبهها بذاتها الام الواحد وحده والام الهوية بكنهها وليس هى الام الواحد والهوية بانها عدد او خط او نار فمعلوم ان للعلم الذى يعرف الواحد والهوية ان يعلم ما الواحد وما الهوية وما الاعراض التى تعرض لهما فالذين يفحصون عن مثل هذه الاشياء ليس خطاؤهم بانهم لا يفحصون عن اشياء هى للفلسفة بل خطاؤهم لانهم لا يفحصون عن جوهر هذه الاشياء التى هى قبل الاشياء فانه كما ان للعدد بما هو عدد الا ما خاصية له اعنى بالام العدد الزوج والفرد والمتساوى والمساوى والزائد والناقص وهذه للعدد على حدتها وبعضها مع بعض وكذلك للجوهر الذى يتحرك والذى لا يتحرك والذى لا ثقل له والذى له ثقل الام اخر خاصة كذلك ايضا للهوية بكنهها الام خاصة وهذه الالام التى ينبغى للفيلسوف ان يفحص عنها بالحقيقة والدلالة على ذلك ان المنطقيين والسفسطانيين يلزمون انفسهم ما يلزم الفيلسوف نفسه من التعب فان علم السفسطانى هو حكمة بالتمويه فقط واما المنطقيون فهم يتكلمون فى جميع الاشياء والهوية هو العام المشترك لجميعهم فمعلوم انهم يتكلمون فى هذه الاشياء لانها خاصة الفلسفة فان علم السفطانيين وعلم المنطقيين يرجع الى جنس واحد وهو جنس الفلسفة لاكن تنفصل الفلسفة اما من العلم الواحد فبنوع القوة واما من العلم الاخر فباعتبار تدبير الحياة فان علم المنطق يعلم ما يعلم الفيلسوف واما علم السفسطانى فيظن انه يعلم ولا يعلم بالحقيقة التفسير يقول ان الفيلسوف هو الذى يظهر من امره انه يجب عليه ان يفحص عن امثال هذه المطالب اعنى التى تلحق الموجود بما هو موجود فانه ان لم يكن للفيلسوف الفحص عن امثال قول القائل سقراط قاعد وليس بقاعد او قائم هل هذان القولان يقتسمان الصدق والكذب او لا يقتسمان فلمن يكون وكذلك لمن يكون الفحص عن الضد هل له ضد واحد او اكثر وما هو الضد وعلى كم نوع يقال الضد وكذلك سائر الاشياء التى تشبه هذه وانما اراد انه اذا كان من المعلوم بنفسه ان هذه المطالب ينبغى ان يفحص عنها فى صناعة من الصنائع وكان ظاهرا من امر العلوم الجزئية انها ليس تفحص عنها فقد يجب ان يكون هذا العلم العام هو الذى يفحص عنها ثم قال فاذ كانت هذه الاشياء وما اشبهها بذاتها الام الواحد وحده والام الهوية بكنهها وليس هى الام الواحد والهوية بانها عدد او خط او نار فمعلوم ان للعلم الذى يعرف الواحد والهوية ان يعلم ما الواحد وما الهوية وما الاعراض التى تعرض لهما يريد فان كانت امثال هذه المطالب هى اعراض الواحد بما هو واحد واعراض الهوية بما هى هوية لا اعراض الواحد بما هو واحد عدد ولا واحد خط ولا واحد نار ولا للهوية بما هى هوية عدد ولا هوية خط ولا هوية نار فمعلوم ان العلم الذى له ان يعرف الهوية بما هى هوية والواحد بما هو واحد لا واحد مخصوص ولا هوية مخصوصة هو العلم الذى له ان يعرف ما هو الواحد بما هو واحد وما هى الهوية بما هى هوية وما الاعراض الذاتية التى تخصهما ثم قال فالذين لا يفحصون عن هذه الاشياء ليس خطاؤهم لانهم لا يفحصون عن اشياء هى للفلسفة بل خطاؤهم لانهم لا يفحصون عن جوهر هذه الاشياء التى هى قبل الاشياء يريد ان الذين يرون ان الفحص عن هذه الاشياء ليس بواجب ليس خطاؤهم فقط من قبل انهم يتركون الفحص عن اشياء الفحص عنها على الفيلسوف بل ومن قبل انهم يتركون بترك الفحص عنها الفحص عما هى الاشياء التى هى اوائل جميع الموجودات والمتقدمة عليها فيعرض لهم الا يعرفوا موجودا من الموجودات بما هو على الحقيقة باقصى اسبابه ثم اخذ يذكر الحجة على هذا المعنى فقال فانه كما ان للعدد بما هو عدد الا ما خاصية اعنى بالالام للعدد الزوج والفرد والزائد والناقص وهذه للعدد على حدتها وبعضها مع بعض وكذلك للجوهر الذى يتحرك والذى لا يتحرك والذى لا ثقل له والذى له ثقل الام اخر خاصية كذلك للهوية بكنهها الام خاصة يريد وايضا فانه من البين انه كما ان للعدد بما هو عدد اعراضا خاصية بما صاحب العدد هو الناظر فيها مثل الزوج والفرد والزائد والناقص وبعض هذه الاعراض الام لبعض اى اعراض لها خاصة وكذلك للجوهر الذى يتحرك اعراض خاصية وللجوهر الذى لا يتحرك اعراض خاصة وللجوهر الذى لا ثقل له اعراض خاصية به وللذى له ثقل ايضا اعراض خاصية كذلك للهوية بما هى هوية وللموجود بما هو موجود اعراض خاصة به ثم قال وهذه الالام التى ينبغى للفيلسوف ان يفحص عنها بالحقيقة يريد وهذه الاعراض التى للموجود بما هو موجود هى التى ينبغى للفيلسوف ان يفحص عنها ثم قال والدلالة على ذلك ان المنطقيين والسفسطانيين يلزمون انفسهم ما يلزم الفيلسوف نفسه من التعب يريد والدليل على ان الفيلسوف يلزمه الفحص عن الهوية ولواحقها ان الذين يتشبهون به يلزمون انفسهم من التعب فى الفحص عن هذه المعانى ما يلزمه الفيلسوف نفسه وانما كان ذلك كذلك لان هولاء ايضا ينظرون فى الموجود نظرا عاما وقوله فان العلم السفطانى هو حكمة بالتمويه فقط يريد ان حكمة السفسطانيين هى حكمة توهم بانها حكمة من غير ان تكون كذلك فى نفسها مثل الدراهم المدلسة التى توهم انها دراهم وقوله واما المنطقيون فانهم يتكلمون فى هذه الاشياء والهوية هو العلم المشترك لجميعهم يريد واما الجدليون فانهم يتكلمون ايضا فى جميع الاشياء التى يتكلم فيها الفيلسوف والسفسطانى والتكلم فى الهوية والموجود هو العلم المشترك لهم ولما ذكر انهما يشتركان فى الموضوع ذكر النحو الذى تفترق فيه هذه الصنائع فقال فان علم السفطانيين وعلم المنطقيين يرجع الى جنس واحد وهو جنس الفلسفة يريد ان الجنس لهذه الثلث الذى تنظر فيه هو جنس واحد وهو الموجود المطلق ثم قال لا كن تنفصل الفلسفة اما من العلم الواحد فبنوع القوة واما من العلم الاخر فباعتبار تدبير الحياة يريد لا كن الفلسفة الحقيقية تنفصل من الفلسفة الجدلية بنوع العلم فان الفلسفة الحقيقية تنظر فى الموجود نظرا برهانيا والجدلية نظرا مشهورا واما السوفسطانية فتنفصل بالغرض المقصود فى الحياة فان السفسطانى قصده ان يظن به انه فيلسوف من غير ان يكون كذلك لينال كرامة بذلك او غيرها من الخيرات الانسانية والفيلسوف قصده ان يعرف الحق فقط ثم قال فان علم المنطق يعلم ما يعلم الفيلسوف يريد وانما قلنا ان صناعة الفلسفة والجدل تنفصل بنوع العلم لان الجدلى يعلم ما يعلمه الفيلسوف الا ان احدهما يعلم ما يعلم بالبرهان والاخر بالشهرة واما السفطانى فليس عنده علم البتة وانما عنده ما يوهم انه علم وهو كذب ولذلك قال واما السفسطانى فيظن انه يعلم ولا يعلم بالحقيقة˹
[6] Textus/Commentum
Page 330