144

Sharḥ Lumʿat al-Iʿtiqād liʾl-Maḥmūd

شرح لمعة الاعتقاد للمحمود

Genres

إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء
ٍبعد أن ذكر المصنف رحمه الله تعالى أن الله ﷾ يتكلم ويكلم عباده، وأن كلامه لهم حقيقة، وأنه ﷾ يكلم عباده فيسمعونه، ذكر أيضًا بعض أدلة هذا فقال: [وقال عبد الله بن مسعود ﵁: إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء، روي ذلك عن النبي ﷺ] .
المصنف رحمه الله تعالى أورد هذا الأثر موقوفًا فقال: (وقال: عبد الله بن مسعود ﵁: إذا تكلم)، وهذا الأثر روي موقوفًا على ابن مسعود بإسناد صحيح، لكنه أيضًا روي برواية أخرى مرفوعًا إلى النبي ﷺ، وروايته مرفوعة إلى النبي ﷺ أيضًا واردة بإسناد صحيح، وممن رفعها أبو داود رحمه الله تعالى في سننه وغيره، وكل من المرفوع والموقوف صحيح، لكن لما كان الموقوف أصح علقه البخاري في صحيحه، وقد ذكر الشيخ الألباني هذا الحديث في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم (١٢٩٣) وقال ﵀: والموقوف -أي: على ابن مسعود - وإن كان أصح إلا أن له حكم الرفع؛ لأنه مما لا يقال بالرأي.
يعني: لا يمكن أن يقوله ابن مسعود من عند نفسه، فيكون حكمه حكم المرفوع.
قوله في هذا الحديث: (إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء)، هذا يدل على إثبات كلام الله، وإثبات أن كلام الله مسموع، وهذا يرد على من قال بالكلام النفسي، أو إن كلام الله ليس بحرف ولا صوت، بل الذي عليه أهل السنة والجماعة أن الله يتكلم، وكلامه مسموع، وأن أهل السماء يسمعون صوته وكلامه، وكذلك أيضًا لما كلم موسى وكلم محمدًا وكلم آدم سمعوا ذلك.
ثم قال: (روي ذلك عن النبي ﷺ .
كأن المصنف هنا أشار إلى المرفوع وإلى الموقوف.

7 / 3