53

Sharḥ Kitāb al-Tawḥīd min Ṣaḥīḥ al-Bukhārī – al-Ghunaymān

شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري - الغنيمان

Publisher

مكتبة الدار

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٥ هـ

Publisher Location

المدينة المنورة

Genres

هو التوحيد وما يتضمنه من أسماء الله وصفاته.
والإخبار عن المخلوق، هو القصص، وهو الخبر عما كان، وما يكون.
و﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ هي صفة الرحمن خالصة لذلك، وبهذا الاعتبار عدلت ثلث القرآن؛ لما فيها من التوحيد، الذي هو ثلث معاني القرآن، وليس معنى ذلك أنه يكتفي بها عن سائر القرآن، بمعنى أن من قرأها ثلاثًا كفاه عن قراءة القرآن؛ لأن النبي –ﷺ قال: " إنها تعدل ثلث القرآن ".
وقد تقدم أن عدل الشيء- بالفتح- يطلق على ما ليس من جنسه، كما قال تعالى: ﴿أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا﴾ فجعل الصيام عدل الكفارة، وهما جنسان.
فثواب قراءة ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ وإن كان يعدل ثواب قراءة ثلث القرآن في القدر، فلايلزم أن يكون مثله في النوع والصفة؛ لأنها لا تغني عما اشتمل عليه القرآن من الأمر والنهي، والوعد والوعيد، وسائر ما يحتاج إليه العباد. فالناس محتاجون إلى جميع القرآن، ومنتفعون به لا تغني عنها سورة الإخلاص، وإن كانت تعدل ثلث القرآن " (١) .
وفي هذا الحديث دلالة ظاهرة على تفاضل كلام الله – تعالى -، وصافته، وهو المأثور عن السلف، وعليه أئمة الفقهاء وغيرهم، ونصوص الكتاب والسنة تؤيد ذلك.
قال الله – تعالى –: ﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا﴾ (٢) فأخبر- تعالى – أنه يأتي بخير منها أو مثلها، فدل على أن الآيات تتماثل مرة، وتتفاضل أخرى، والتوراة، والإنجيل والقران كلها كلام الله – تعالى – وقد أجمع

(١) "مجموع الفتاوى" (١٧/٢٠٧-٢٠٨) بتصرف.
(٢) الآية ١٠٦ من سورة البقرة.

1 / 54