Sharḥ Kitāb al-Sunna liʾl-Barbahārī – al-Rājḥī
شرح كتاب السنة للبربهاري - الراجحي
Genres
الإيمان بعلم الله المحيط بكل شيء
قال المصنف رحمه الله تعالى: [والله ﵎ سميع بصير عليم، يداه مبسوطتان، قد علم الله أن الخلق يعصون قبل أن يخلقهم، علمه نافذ فيهم، فلم يمنعه علمه فيهم أن هداهم للإسلام ومنّ به عليهم كرمًا وجودًا وتفضلًا، فله الحمد].
قوله: (والله ﵎ سميع بصير) السميع من أسماء الله تعالى، والبصير من أسماء الله، قال ﷾: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [الشورى:١١]، وأسماء الله مشتقة مشتملة على المعاني والصفات، فالسميع مشتمل على صفة السمع، والبصير مشتمل على صفة البصر، والرحيم مشتمل على صفة الرحمة، والقدير مشتمل على صفة القدرة.
قوله: (يداه مبسوطتان) فيه إثبات اليدين لله ﷿، قال الله تعالى: ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ﴾ [المائدة:٦٤].
قوله: (قد علم الله أن الخلق يعصونه قبل أن يخلقهم)، لابد من إثبات علم الله الأزلي، (علمه نافذ فيهم) لا شك في هذا، ومن أنكر علم الله فقد نسب الجهل لله، وهذا كفر وضلال.
(فلم يمنعه علمه فيهم أن هداهم للإسلام)، أي: لم يمنعه علمه بهم أن هداهم للإسلام فضلًا منه وإحسانًا، كما قال ﷾: ﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ﴾ [الحجرات:١٧]، (ومنّ به عليهم كرمًا وجودًا وتفضلًا فله الحمد) فقال: ﴿بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ [الحجرات:١٧].
9 / 10