58

Sharḥ kalimat al-ikhlāṣ li-Ibn Rajab

شرح كلمة الإخلاص لابن رجب

Publisher

دار ابن الجوزي

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م

Genres

[قال ابنُ رجبٍ ﵀]
وقالت طائفةٌ: تلك النُّصُوصُ المطلَقَةُ قد جاءت مقيَّدَةً في أحاديثَ أُخَر؛ ففي بعضِها: «مَن قَالَ: لا إله إلا الله مُخْلِصًَا» (١)، وفي بعضِها: «مُسْتَيْقِنًَا» (٢)، وفي بعضِها: «يُصَدِّقُ قلبُه لِسَانَه (٣)» (٤)، وفي بعضِها: «يَقُولُهَا حَقًَّا من قَلبِهِ» (٥)، وفي بعضِها: «قَد ذَلَّ بها لِسَانُه واطمَأَنَّ بها قَلبُه» (٦)، وهذا كُلُّه إشارةٌ إلى عَمَلِ القَلبِ وتَحَقُّقِهِ بمعنى الشَّهَادَتَينِ.
فتَحَقُّقُهُ بقولِ (٧) «لا إله إلا الله»: أن لا يَأْلَه القَلْبُ غيرَ الله؛ حُبًَّا ورجَاءً وخَوفًَا وتَوكُّلًا واستعانةً وخُضُوعًا وإِنَابَةً وطَلَبًَا.
وتَحَقُّقُهُ بِأنَّ «محمَّدًا رسولُ الله»: أن لا يُعبَدَ الله بغيرِ مَا شَرَعَهُ الله على لِسَانِ محمَّدٍ ﷺ.

(١) أخرجه البخاري في «صحيحه» (رقم ٩١) من حديث أبي هُريرَةَ ﵁.
(٢) أخرجه مسلمٌ في «صحيحه» (رقم ١٥٦) من حديث أبي هريرة ﵁، وقد تقدَّم ذكره.
(٣) وقع في نسخة (ب): «مُصَدِّقًَا بِهَا قَلبُه ولِسَانُه»، والظاهر أن واو العطف زائدة؛ فوجودها مخِلٌّ بالمعنى، ويؤيِّد هذا أنَّه قد وَرَدَ في «سنن النسائي الكبرى» (رقم ٩٧٧٢): «مُصَدِّقًَا بِهَا قَلبُه لِسَانَه» بدون واو العطف.
(٤) أخرجه أحمد في «المسند» (رقم ٨٠٧٠ و١٠٧١٣)، وابن خزيمة في «التوحيد» (رقم ٤٤١ و٤٦١)، والحاكم في «المستدرك» (١/ ٦٩) وصححه.
(٥) أخرجه الإمام أحمد في «المسند» (رقم ٤٤٧)، وابن خزيمة في «التوحيد» (رقم ٥٠٠)، وصحَّحه ابنُ حبان «صحيحه» (رقم ٢٠٤)، والحاكم في «المستدرك» (١/ ٧٢ و٣٥١) وصحَّحه، وجوَّد إسناده ابن كثير في «مسند الفاروق» (١/ ٣٢٧).
(٦) أخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» (٢/ ٢٥٩)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (رقم ٩)، وغيرُهما، وإسناده ضعيف جدًا.
(٧) في نسخة (ب): [فتَحَقُّقُه بمعنى شَهَادَة أنْ لا إِلَه إِلاَّ الله].

1 / 63