343

Sharḥ Jumal al-Zajjājī

شرح جمل الزجاجي

Genres

فإن قيل: هل يجوز النصب بإضمار فعل فتقول: أوله، على تقدير: ما رأيته أوله؟ فالجواب: إنه يجوز إذا كنت قد فارقته صدر النهار وآخره ورأيته وسطه. فإن كان الزمان حالا فقلت: ما رأيته مذ يومنا أوله، ومذ الليلة أولها فالجر عندنا غير جائز لأن الحال لم تجعله العرب إلا ما أضيف (إلى النفس) أو ما عرف فأشير إليه. وأما ما أضيف إلى (غير) ذلك فلا.

ومن الناس من أجاز البدل هنا وذلك قليل جدا، والنصب لا يجوز لأن ذلك عي، لأنك إذا قلت: ما رأيته مذ يومنا أو مذ اليوم، فأنت فاقد له في اليوم بجملته، فلافائدة في قولك بعده أنك لم تره في أول يوم. ومن الناس من أنكر (أن يكون) الحال ما أضفته إلى نفسك بل لا بد فيه عنده من الإشارة فتقول: ما رأيته مذ يومنا هذا ومذ شهرنا هذا.

والعرب لا تقول: أراه منذ كذا، ولم تعمل فيه قط إلا الفعل الماضي.

باب الجمع بين إن وكان

قصده في هذا الباب أن يبين أنه لا يجوز فيه الأعمال لأنه لا يجوز ذلك إلا في الفعلين خاصة أو ما جرى مجراهما، وأما إذا كان العامل الواحد فعلا والآخر حرفا فلا يجوز ذلك، لأنه لا يجوز الإضمار في الحرف. والإعمال قد يؤدي في بعض المسائل إلى الإضمار فامتنع الإعمال في هذا الباب، لذلك فلم يكن بد من تقديم إن لأن لها صدر الكلام ونصب الاسم بعدها وجعل كان وما بعدها في موضع خبر.

ويجوز في مسألة أبي القاسم وهي: إن القائم أبوه كان منطلقة جاريته تثنية القائم ومنطلقة وجمعهما على لغة من قال: أكلوني البراغيث، لأن اسم الفاعل إذا رفع الظاهر كان حكمه حكم الفعل إذا رفع فتقول: إن القائمين أبوهما كانا منطلقين جاريتاهما، وإن القائمين أبوهم كانوا منطلقات جواريهم. وما عدا ذلك من زيادة «كان» فأمرها واضح وقد تقدم عليه في باب كان.

Page 119