402

Sharḥ Jālīnūs li-kitāb Abiqrāṭ al-musammā Ifīdhīmiyā

شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا

Genres

قال جالينوس: إن أبقراط كما ذكر أمورا أخر كثيرة من الأمور الجزئية فيما تقدم على هذا المثال الذي يوهم أن مخرجها مخرج عام كلي كذلك ذكر في هذا القول أمر «الاستسقاء» فقد ينبغي أن يجعل مكان الرابطتين المفرقتين اللتين في هذا القول وهما «إما» «وإما» رابطتين واصلتين وهما «قد» «وقد». فإنا إذا فعلنا ذلك بان معنى هذا القول وصح حتى نفهمه على هذا المثال: إن الاستسقاء قد يكون من استطلاق البطن وقد يكون من السعال. فإن مخرج هذا القول إنما يدل على أن هذه العلة قد تكون من أسباب كثيرة وربما كانت من أحد هذين السببين وأصح القول وأبينه أن نقول إن الاستسقاء يكون أوله أحد هذين العارضين لا أنه يكون منهما. وذلك أن هذه العلة إنما تتولد إما بسبب الكبد إذا بردت بردا قويا وإما بسبب دم بارد يجتمع ويكثر في البدن كله وربما كانت هذه العلة بسبب برد قوي من سائر الأعضاء التي تقدر أن تبرد ببردها الكبد. وقد وصف أبقراط في كتابه في تقدمة المعرفة أمر الاستسقاء الذي يحدث عن الأمراض الحادة فقال إن منه ما يبتدئ من الخاصرتين والقطن وكما أن الذرب دليل على علل تلك المواضع كذلك السعال دليل على علل نواحي الرئة. فيكون قوله هذا على ما وصفت جاريا على هذا المثال: إن الاستسقاء قد يكون أوله استطلاق البطن وقد يكون أوله سعال.

وقد نجد في بعض النسخ هذا القول ليس فيه «إما» الأول لكنه يكتب على هذا المثال: «إن الاستسقاء يكون من استطلاق البطن وإما من السعال». وليس يحتاج في هذه النسخة إلى أن نبدل «إما» الأول فيجعل مكانه «قد» إذ كان ليس بموجود أصلا لكنا نزيد فيه «قد» كما قد زدنا في أقاويل كثيرة أخر مما تقدم لما وجدنا أقاويل كثيرة في آخر هذه المقالة مخرجها مخرج يوهم أن الحكم فيها عام وإنما الحكم فيها خاص.

[chapter 200]

قال أبقراط: عند حدوث السرطان يحدث مرارة في الفم فينبغي أن تسقي صاحبه الفريغ مرتين أو ثلاثا إن لم يكن ألثغ وينبغي أن تشد عليه سورج النحاس بعد أن تحرقه حتى يحمر وتضع عليه إسفنجا إن لم يكن صاحبه ألثغ.

Page 894