400

Sharḥ Jālīnūs li-kitāb Abiqrāṭ al-musammā Ifīdhīmiyā

شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا

Genres

قال جالينوس: إن أبقراط قد استعمل في بعض كلامه الاستعارة على طريق التشبيه من ذلك أنه يستعمل «الهيجان» «والغلمة» على كل رطوبة تثور في البدن بقوة لطلب الخروج منه وكذلك استعمل في هذا القول أيضا اسم «التصدد» بالاستعارة على طريق التشبيه بالثدي الذي يتصدد بكثرة اللبن فيه. وإنما يعني بذلك أن يكون فضل كثير من الأخلاط قد صار في «أعالي البدن» حتى تتحرك الطبيعة لنقصه حركة قوية والأبدان التي فيها ذلك تكثر «القروح» الحادثة من تلقاء نفسها «في الرأس» منها «والنقاء» من هذه «القروح» يكون «بالقيء» من قبل أن دواء تلك الرطوبة الرديئة التي قد كثرت وتمكنت في «أعالي البدن» هو القيء. والدليل على أن تلك الرطوبة حادة لذاعة هو تولد «القروح» منها وبين أنها إذا كانت كذلك فليس يحتاج فيها إلى الفصد وإنما يحتاج فيها إلى «التنقية». ولما كان الاستفراغ «بالقيء» أقرب إلى موضع العلة أمر باستعماله دون الإسهال إذ كانت العلة قد ثبتت وتمكنت لأن الغرض العام الشامل الكلي في الاستفراغ هو هذا أن الأمراض ما دامت في الابتداء والحدوث وقبل أن تحدث فإنما ينبغي أن تستعمل الاستفراغ من أبعد الأعضاء من مواضعها ومتى كانت قد ثبتت وتمكنت في موضع من المواضع فإنما ينبغي أن تستعمل الاستفراغ من ذلك الموضع أو من أقرب المواضع منه.

Page 890