Sharḥ Jālīnūs li-kitāb Abiqrāṭ al-musammā Ifīdhīmiyā
شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا
Genres
وقد أعلمتك أنا إذا قلنا إنا نخرج دما بفصد أو بحجامة فإنما نعني باسم «الدم» في هذا الكلام الدم الذي يقال على طريق الغلبة وإذا قلنا إن في البدن أربعة أخلاط الدم والبلغم والمرة الصفراء والسوداء فليس نعني حينئذ بقولنا «دما» الشيء المركب من جميع الأخلاط لكنا إنما نعني الشيء الذي يوجد بالوهم غير مخالط لغيره من الأخلاط. وعلى هذا الطريق يبين قوله «انصباب الأخلاط» أي الأخلاط الطبيعية وسواء عليك فهمت عنه تولد الأخلاط الطبيعية أو تزيدها أو نفوذها من العروق إلى اللحم المحيط بها مع سائر الأعضاء الأصلية.
ولم يقتصر على أن يلتمس لمن قد حال لونه وقضف «تهييج الغيظ» حتى زاد مع ذلك الإرعاب بغتة من قبل أن «الرعب» أيضا قد يحرك الدم والروح حركة قوية سريعة ثم أتبع «الرعب» بأن قال: «وما أشبه ذلك» فحصر في هذا القول جميع سائر ما يحرك الدم حركة قوية سريعة. وبين أن الأشياء التي تفعل ذلك هي هذه الأشياء التي يفعلها الناس بالمباراة ومحبة التغالب فيها مثل إحضار من يحضر ومصارعة من يصارع ومضاربة من يضارب وسائر أشباه هذه الأفعال فإن هذه الأفعال تسخن بدن الذي يروم فعلها بمحبته للمغالبة لغيره. وإذا رأى أيضا إنسانا غيره يفعلها وكان إلى أحد الفاعلين لها أميل حتى يقع في قلبه خوف من أن يغلب الذي يعنى به ورجا لأن يغلب أسخن بدنه فقد نرى قوما ممن يحضر اثنين يتصارعان أو يتسابقان في الإحضار أو يتضاربان فيهيج من أنفسهم بحسب ميلهم إلى الواحد وانحرافهم عن الآخر من الخوف والرجاء فأسخن منهم البدن كله ونرى قوما يعرض لهم ذلك عند نظرهم إلى خيل يجري للمباراة أو عند القتال بالديوك أو بالسمان أو بالحجل.
Page 726