Sarh Jalinus li kitab Abuqrat al-musamma Ifidimiya
شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا
Genres
ولو كان سابينس حيا أو غيره من المفسرين الذين قالوا إن قول أبقراط هذا في العصب قول بين لسهل علي أن أفضحهم وأبين أنهم يجهلون جميع ما كتب أبقراط فيه. وذلك أنهم كان يجب عليهم أولا أن يقولوا أي الفقار يعني أبقراط بقوله «الفقرة العظمى» ثم يبينوا أي النسختين ينبغي أن تختار إذ كان هذا الكلام يوجد على نسختين مختلفتين وفي إحدى النسختين «إلى جانب عظم الفقرة العظمى» وفي النسخة الأخرى مكان «إلى جانب» «من تحت» حتى يكون الكلام على هذا المثال: «من تحت عظم الفقرة العظمى» ثم يبينوا ما الذي عنى بقول «من فوق» وما الذي عنى بقوله «قبل المريء» وكيف ينبغي أن يشكل القاف من قوله «قبل» أبالكسرة أم بالفتحة وأي موضع من تلك «الفقرة العظمى» يجاوز هذا العصب ثم يبينوا أي العروق الضوارب هذا «العرق الضارب» الذي ذكر وهل يعني عرقا واحدا أم عرقين وإن كان واحدا أي عرق هو وإن كانا اثنين أي عرقين هما فإن هذا كله مما كان يحتاج إلى الشرح والتفسير فتركوه كأنه أمر بين.
ولم يكن ينبغي لهم أيضا أن يدعوا شرح ما قاله بعد حين قال: «إنهما يلتقيان فيصيران كأنهما عصبة واحدة» لكن كان يجب عليهم أن يزيدوا في هذا الكلام ما نقصه أبقراط. والنقصان في هذا الكلام هو أن يقال في أي موضع من البدن تلتقي هاتان العصبتان فهذا ما كان يحتاج إلى البحث والشرح منذ أول هذا القول ثم فيه أشياء أخر إلى انقضائه ليست باليسيرة تحتاج إلى ذلك اقتصر فيها أولائك المفسرون على جملة مقتصرة فشهدوا أن هذا القول من أبقراط قول بين من قبل أنه لم يعاينوا هذا العصب. وليس حقيقة الأمر على ما قالوا لكن هذا القول من أبقراط لاقتصاره قول غامض مستغلق وليس يقدر أن يفهمه إلا من كان قد عاين هذا العصب الذي تكلم فيه فأما غيره فلن يقدر على ذلك.
Page 684