285

Sarh Jalinus li kitab Abuqrat al-musamma Ifidimiya

شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا

Genres

ولا فرق متى كان الاتصال بين شيئين هذا الاتصال بين أن يقال «إن الحجاب متصل بالكبد» وبين أن يقال «إن الكبد متصلة بالحجاب» لأن الشيئين اللذين يتصلان فحق كل واحد منهما من الاتصال مثل حق الآخر فأما الشيء الذي نقول إنه يتصل بالشيء على أن ابتدأ بناية منه والشيء الذي نقول إنه متصل بالشيء على أنه يحيط به والشيء الذي نقول إنه متصل بالشيء على أنه يجري فيه فالفرق فيما بين القولين فيها عظيم. من ذلك أن العصب إنما يستقيم أن يقال إنه يتصل بالدماغ وينبت منه ويتصل بالعينين واللسان والقلب والرئة والمعدة وينتهي فيها ويقال في العروق الضوارب إنها تتصل وتنبت من القلب وتتصل وتنتهي في سائر الأعضاء ويقال في أغشية الدماغ والنخاع إنها تتصل وتحيط بالدماغ والنخاع ويقال في المريء إنه يتصل وينفذ في الصدر. وفي جميع هذه ليس يجوز أن ينعكس الحكم وذلك أنه ليس يجوز كما يجوز أن يقال إن المريء متصل بالصدر نافذ فيه يجوز أيضا أن يقال في الصدر إنه متصل بالمريء نافذ فيه ولا كما يجوز أن يقال في حجب الدماغ إنها متصلة محيطة بالدماغ يجوز أن يقال في الدماغ إنه متصل محيط بأغشيته وكذلك قد نقول في العصب إنه متصل نابت من الدماغ ولا يجوز أن نقول في الدماغ إنه متصل نابت من العصب.

فأما متى قلنا إن الكبد متصلة بالحجاب فكان هذا القول حقا فإن عكسه أيضا حق وهو أن «الحجاب متصل بالكبد». وقد دل أبقراط بقوله إن اتصال الحجاب بالكبد «اتصال لا يمكن معه تفرقته منها بسهولة» أن اسم «الاتصال» عنده قد يقع على الأعضاء التي نسبتها بعد إيروفيلس إلا أن تفرقتها تكون بالسلخ والكشط مثل تفرق الجلد عما دونه. وذلك أن هذا أيضا ضرب من الاتصال وإن كان ضعيفا وذلك أنه يكون بخيوط دقاق شبيهة بخيوط نسج العنكبوت وليس كذلك اتصال الحجاب بالكبد لكنه اتصال قوي لا يكون انحلاله إلا خارجا. وإنما ذكر هذا الاتصال لشيء ساقه إليه الكلام على طريقه لأنه اضطر إلى ذكر الحجاب.

Page 658